إسرائيل تصعّد بغزة وتقتل ثمانية بينهم أربعة فتية وطفل
فلسطينيون يحملون أحد جرحى الغارات الإسرائيلية على غزة أمس (الفرنسية)
أفاد مراسل الجزيرة في غزة بأن إسرائيل شنت غارة جديدة مساء أمس على شرقي مخيم البريج بوسط قطاع غزة أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، ليرتفع بذلك عدد شهداء الهجمات الإسرائيلية منذ فجر أمس إلى ثمانية بينهم أربعة فتية وطفل.
وِأشارت مصادر طبية فلسطينية إلى أن أحد جرحى الغارة الأخيرة في حالة خطرة، بينما ذكر شهود عيان أن طائرة إسرائيلية أطلقت أربعة صواريخ أصاب أحدها محولا للكهرباء فتسبب بانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الوسطى للقطاع.
وترفع عمليات الاحتلال الأخيرة عدد شهداء قطاع غزة إلى 16 منذ استهدفت المقاومة الفلسطينية الأربعاء الماضي موقع ناحال عوز العسكري على حدود القطاع، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين وقطع إسرائيل إمدادات الوقود إلى غزة.
فتية وطفل
وسبق القصف الأخير استشهاد أربعة فتية تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما وجرح عدد آخر من الأطفال، في قصف استهدف مجموعة من الفلسطينيين شرقي مخيم البريج.
أقارب وأهل الطفل الشهيد عوض العويسي يودعونه في مخيم البريج (رويترز)
وكان طفل في العاشرة من عمره استشهد قبل ذلك بساعات وأصيب سبعة آخرون في اشتباكات اندلعت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي توغلت في المخيم.
وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية أطلقت عددا كبيرا من القذائف والرصاص باتجاه المناطق الفلسطينية، في حين قامت جرافة عسكرية إسرائيلية بأعمال تجريف في أراضي المواطنين.
وسبق ذلك سقوط شهيدين من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجرح آخرين في غارتين استهدفتا موقعهما قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة فجر الجمعة.
من جانبها أكدت كتائب القسام أنها استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية ودبابة متوغلة بعبوة وأربع قذائف "آر.بي.جي"، في حين أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت مجموعة من الجنود الإسرائيليين بقذائف هاون خلال عمليات الاحتلال.
تهديد ووعيد
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت توعد بمواصلة الضربات ضد حماس في قطاع غزة، محملا الحركة مسؤولية جميع الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح إسرائيلية انطلاقا من القطاع.
خان يونس شيعت شهيدين من القسام (رويترز)
وبدورها هددت حماس برد قاس على أي عدوان إسرائيلي، وحذرت تل أبيب من القيام بأي عملية عسكرية واسعة في القطاع، مؤكدة أن جميع المؤشرات تشير إلى أن حكومة أولمرت ذاهبة باتجاه هذا الخيار.
كما حذر عضو المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري إسرائيل من تشديد الحصار على القطاع قائلا إن "كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا لكسر الحصار"، وأضاف "نحن لا نهدد أحدا ولكن الحصار يجب أن يرفع قبل فوات الأوان.. إذا حدث انفجار فلا شيء سيقف أمام شعبنا، لا السدود ولا الحدود".
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتصريحات التي أدلى بها مؤخرا بعض مسؤولي حماس في غزة وهددوا فيها بفتح الحدود مع مصر، قائلا إن مثل هذه التصريحات "تشكل مساسا خطيرا بالمحرمات الفلسطينية".
وعلى صعيد الموقف التفاوضي حذرت الرئاسة الفلسطينية من صيف ساخن ستشهده المنطقة إذا استمرت إسرائيل في المماطلة ولم يتم التوصل إلى اتفاق وفق تعهدات مؤتمر أنابوليس الذي رعته الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وشدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على أن سياسة التأجيل وإضاعة الوقت والتهرب وسياسة الاستيطان والاجتياحات، لا تشجع على خلق المناخ الملائم لنجاح المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين