أموال الخليج تتجه شرقاً بعد تزايد "الضجيج" في الغرب

أموال الخليج تتجه شرقاً بعد تزايد "الضجيج" في الغرب
نشرت في 2008-04-07




قال كبار رجال الأعمال وصناع القرارات الاستثمارية والاقتصادية في الإمارات إن اهتمامهم بالاستثمار في الصين يتزايد مع الفرص التي تلوح في قطاعات التمويل والعقار والتطوير.

ولم يخف الخبراء أن لقرار التوجه نحو الشرق ما يبرره من أسباب تتعلق بظروف الاستثمار في الغرب، وبـ"الضجيج" الذي يثيره المسؤولون في الغرب حيال النشاطات الاقتصادية الأجنبية.

وكان هذا الأسبوع قد شهد لقاءات على أعلى مستوى بين نخبة رجال الأعمال وصناع القرار في الإمارات العربية المتحدة ونظرائهم في الصين حيث تم التباحث في ملفات اقتصادية وتجارية على هامش زيارة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى بكين.

وكانت الحكومة الصينية قد دعت الشيخ محمد لزيارتها، فلبى حاكم دبي الدعوة مع وفد ضم 50 شخصاً بينهم كبار المسؤولين الرسميين وعدد من أبرز رجال الأعمال في إشارة واضحة إلى الأهمية التي توليها الإمارات لعلاقاتها مع الصين.

وفي هذا الإطار، قال سلطان الجابر، المدير التنفيذي لشركة "مصدر" الإماراتية المتخصصة في الطاقة المستدامة: "الصين تمتلك سوقاً متسارع النمو، ونحن نستطلع فرص التعاون مع المؤسسات الحكومية الصينية وشركات القطاع الخاص فيها على حد سواء."

وتأتي أهمية زيارة الشيخ محمد بن راشد إلى الصين من واقع أن الاستثمارات العربية في تلك الدولة ظلت عند مستويات محدودة، رغم أن الأوروبيين والأمريكيين اعتادوا خلال السنوات الـ15 الأخيرة على ضخ الكثير الأموال في الاقتصاد الصيني واغتنام الفرص الاستثمارية الكبيرة فيه.

واقتصرت العلاقات التجارية بين الصين والعرب لفترات طويلة على تصدير النفط الذي تحتاجه بكين لصناعاتها الكبيرة والحصول بالمقابل على المنتجات الصينية الزهيدة الثمن.

وبرغم العلاقات المحدودة في هذا الإطار، فإن حجم التبادل التجاري بين الصين والإمارات بلغ العام الماضي 19 مليار دولار، ويبدو أن الإمارات ترغب في زيادة العلاقات وتنويعها مع بكين لتشكل قطاعات التمويل والعقار والبناء.

وتقول الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية لـCNN: "الصين والهند والإمارات تعتبر أسواقاً سريعة النمو،و علينا البحث عن نقاط التواصل بين تلك الاقتصاديات بما يسمح لها بالتكامل عوضاً عن التنافس."

أما سلطان أحمد بن سليم، رئيس "دبي العالمية" المملوكة من حكومة دبي والتي تدير محفظة واسعة من الاستثمارات في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها شركة "موانئ دبي العالمية" فيكشف تطلع شركته إلى الاستثمار في الصين وخاصة في قطاع العقارات والتمويل التي يرى فيها فرصاً جذابة.

ويقول بن سليم في هذا الإطار: "نتطلع نحو القيام باستثمارات في قطاعات نمتلك خبرة فيها، لدينا موقع متقدم على صعيد القطاع العقاري وقطاع التطوير، كما ننظر في فرص استثمارية بقطاع التمويل لأن لدينا عملية دمج مع شركة تعنى بالرهن العقاري في دبي، إلى جانب الاستثمار في المؤسسات المالية."

ويلفت بن سليم إلى أن الظروف العالمية الحالية تجعل الاستثمار في الشرق أسهل منه في الغرب فيقول: "نحن نركز على الصين وأفريقيا لأن تلك الأسواق بحاجة ماسة لرؤوس الأموال ولديها في الوقت عينه فرص نمو كبيرة."

ولم يخف بن سليم تأثير صعوبة الاستثمار في الغرب على قرار التوجه نحو الشرق فقال: "نلقى التشجيع من قبل المسؤولين في الشرق، أما في الغرب، فيثير المسؤولون ضجة غير ضرورية، لذلك من الطبيعي أن يزداد اهتمام الناس بالاستثمار في الشرق."

وكان الشيخ محمد قد التقى في بكين بالرئيس الصيني هو جنتاو، كما أشرف على توقيع اتفاقية للاستثمار الخاص في قطاع الاتصالات، حين أعلنت شركة "اتصالات" الإماراتية نيتها افتتاح مركز أبحاث في الصين بالاشتراك مع شركة "هواوي."

وكانت "اتصالات" قد تعاونت مع "هواوي" خلال الأعوام الخمسة الماضية، لكن التجربة اصطدمت ببعض العراقيل الإدارية بسبب هيكلية اتخاذ القرارات في الصين.

ويوضح أحمد عبدالكريم جلفار، المدير التنفيذي لـ"اتصالات" ذلك بالقول: "في بداية تعاوننا مع هواوي كان هناك مشكلة تواصل، لكننا تجاوزناها، لكن علينا الاتصال بعدة أشخاص قبل اتخاذ قرار ما، وفي قطاع الأعمال الوقت هو العنصر الأهم، وليس هناك وقت كي نضيعه."

ونظراً لقلة خبرة رجال الأعمال في الإمارات بطبيعة بيئة الاستثمار الصينية، أعدت الحكومة في بكين ورشة عمل للشيخ محمد آل مكتوم والوفد المرافق تم خلالها تعريفهم على قوانين الأعمال في البلاد على أمل أن يؤدي ذلك إلى تسهيل التواصل بين الطرفين.

ويعكس كيو يونغ زيانغ، وهو رئيس إحدى الشركات الصينية بالمقابل حاجة الصينيين إلى معرفة طبيعة الاستثمار في الإمارات وكيفية التعامل مع رجال الأعمال فيها وتجسير الهوة الثقافية بين الطرفين فيقول: "نقول للشركات الصينية بأن على موظفيها تجنب تناول لحم الخنزير أو شرب الخمر في الإمارات."

وفي نهاية المطاف سيكون من شأن الخطوات التي يتخذها الجانبان زيادة الروابط المشتركة بينهما وتعزيز فرص التوصل إلى استثمارات مشتركة.