كلينتون: من الخطأ الاستمرار في "الفشل" بالعراق
نشرت في 2008-04-09
أبلغت السيناتور هيلاري كلينتون أعضاء الكونغرس الأمريكي الثلاثاء بأنه "من الخطأ الاستمرار في الفشل بالعراق"، رداً على التقييم الذي قدمه كل من قائد القوات الأمريكية، الجنرال ديفيد بيتريوس، والسفير الأمريكي، ريان كروكر، بشأن الوضع الأمني والسياسي بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب في العراق.
وقالت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، والتي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية أواخر العام الجاري: "لقد حان الوقت للبدء في عملية منظمة لسحب قواتنا" من العراق، بهدف التركيز على أفغانستان والمصالح الأخرى للولايات المتحدة.
وذكرت السيدة الأمريكية الأولى السابقة، خلال الجلسة التي عقدتها لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن "التقدم غير الكافي الذي تم إحرازه في العراق خلال الشهور الستة الأخيرة، وفشل الحكومة العراقية في التصدي للمليشيات في جنوب البلاد، يعكس أن الأمور لا تجري على النحو المطلوب هناك."
وتضم اللجنة في عضويتها كلاً من عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطية هيلاري كلينتون، والسيناتور عن ولاية أريزونا، جون ماكين، المرشح المفترض للحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية.
بيتريوس يطلب "تجميد" الانسحاب
من جانبه، طلب الجنرال بيتريوس، خلال إفادته أمام اللجنة، تأجيل استكمال سحب القوات الأمريكية من العراق إلى ما بعد المحدد في يوليو/ تموز القادم، إلا أنه رفض الكشف عن جدول زمني محدد، غير أنه أقر بضرورة العمل على تقليص حجم القوات ألأمريكية بالعراق خلال الشهور المقبلة.
وتقضي خطة الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من العراق، التي اضطرت الإدارة الأمريكية لقبولها بعد ضغط من الديمقراطيين، بتخفيض الحجم الحالي للقوات، الذي يبلغ نحو 155 ألف جندي، إلى 140 ألف جندي، بحلول النصف الثاني من العام الجاري، فيما يعارض كثير من الجمهوريين تلك الخطة.
وطلب الجنرال الأمريكي من أعضاء اللجنة 45 يوماً إضافياً، بعد نهاية التاريخ المحدد لخفض القوات، قبل أن يتم اتخاذ القرار بشأن "متى يمكننا تقديم توصيات أخرى بإجراء تخفيضات مستقبلية"، مضيفاً أن "خطة زيادة عدد القوات، حققت نجاحاً ملموساً رغم بعض العثرات."
وتابع بيتريوس موضحاً: "لقد طرأ انخفاض ملموس بأعمال العنف، وتراجع أعداد القتلى بين المدنيين، كما تلقى تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالعراق ضربات موجعة، إضافة إلى تحسن قدرات قوات الأمن العراقية، كما أصبح العراقيون أكثر فاعلية في حماية الأمن."
ولكن قائد القوات الأمريكية بالعراق انتقد الهجوم الذي نفذته القوات العراقية ضد مليشيا "جيش المهدي" في البصرة، قائلاً إنه "كان من الممكن أن يتم التخطيط له بشكل أفضل"، وأضاف أنه تم إبلاغه بخطة هذا الهجوم قبل ثلاثة أيام فقط من بدء تنفيذه.
كروكر: إيران ستظل تحدياً على المدى البعيد
وفيما جدد الجنرال الأمريكي اتهامه إلى إيران بـ"تمويل وتدريب وتسليح وكذلك توجيه" الوحدات المسلحة المعروفة باسم "الفرق الخاصة" في العراق، فقد اعتبر السفير الأمريكي ببغداد أن إيران ستظل تشكل تهديداً لأمن العراق على المدى البعيد.
وقال كروكر إن طهران ما زالت تقدم الدعم للعديد من الجماعات المسلحة في العراق، وحدد أسماء بعض هذه الجماعات، ومنها جماعة "ثأر الله"، وجماعة "حزب الله" العراقي، مشدداً أن هاتين الجماعتين بالتحديد تتلقيان دعماً عسكرياً ومالياً من إيران.
وعلى عكس ما ذكرته السيناتور كلينتون، شدد السفير الأمريكي، خلال إفادته أمام اللجنة، على أن التطورات التي شهدها العراق خلال الأشهر القليلة الأخيرة، "تؤكد أن الأمور تسير نحو الأفضل"، إلا أنه تابع قائلاً "رغم أن تحركها ما زال بطيئاً."
وحول مستقبل الوجود العسكري للقوات الأمريكية في العراق، قال كروكر إن "أية اتفاقية يتم إبرامها مع العراقيين بشأن وجود عسكري طويل المدى، لن تعني إقامة قواعد دائمة، كما أنها لن تحدد عدد القوات التي ستبقى هناك، ولن تكبل أيدي الإدارة المقبلة."
وكان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، جون ماكين، قد دعا إلى استمرار تقديم المساعدة للعراقيين، رافضاً في الوقت نفسه، أي انسحاب مبكر للقوات الأمريكية، واصفاً الخطط الرامية للانسحاب من العراق بأنها "مخططات متهورة
وفي المقابل، شكك رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي، كارل ليفين، في نتائج زيادة القوات الأمريكية في العراق، مستشهداً بزيادة العنف في البلاد مؤخراً.