عمر أثاء خلافة أبى بكر
[تحرير] مبايعة أبي بكر
بعد وفاة النبي محمد إجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة فذهب أبو يكر و عمر إليهم و أختلف الناس في من يخلف النبي في الحكم، فقال أبو بكر لهم بايعوا عمر أو أبا عبيدة[26]، فقال عمر: "بل نبايعك أنت" و خاطب الأنصار قائلا : "يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس فأيَّكـم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر" فبايع عمر أبو بكر و بايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار[sup][url=http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8#cite_note-26][27][/url][/sup] و في اليوم الثالي و لدى صعود أبو بكر المنبر سبقه عمر بالكلام ، فحمد الله و أثنى علية و قال: "أيها الناس ، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهداً عهده إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا ، يقول : يكون آخرنا ، وإن الله قد أبقى فيكم كتاب الله الذي به هدى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه" فبايع الناس أبا بكر بيعة عامة ، بعد بيعة السقيفة [28].
[تحرير] محاربة مانعي الزكاة
بعد وفاة النبي محمد، إرتد قسم من العرب و رفض البعض الأخر دفع الزكاة، فقرر أبو بكر قتالهم جميعا، فقال له عمر: "كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله". فقال له أبو بكر :"والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه". فقال عمر بعد ذلك لمن معه "فوالله ما هو إلا أني رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق"[29]
[تحرير] إعطاء أبو بكر أرضا للأقرع بن حابس و عيينة بن حصن
حصل أن ذهب عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس إلى أبي بكر فطلبا منه أن يهبهما أرض سبخة (ليس فيها كلأ ولا منفعة) ليحرثاها و يزرعاها فقبل أبوبكر بعد مشاورة من معه و كتب لهم بذلك و طلب منهما إشهاد عمر على ذلك، فذهبا يبحثان عنه فوجداه يدهن بعيرا له بالقطران، فقالا : "إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أفنقرأ عليك أو تقرأ ؟" فقال لهما :"أنا على الحال التي ترياني فإن شئتما فاقرآ وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ"، فقالا : "بل نقرأه" ، فلما سمع عمر ما كتبه الصديق في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا مقالة سيئة فقال عمر: "إن رسول اللّه (ص) كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذَليل ، وإن اللّه عز وجل قد أعز الإسلام فاذهبا فاجهدا عهدكما لا أرعى اللّه عليكما إن رعيتما" فذهب الرجلان إلى أبي بكر وهما متذمران فقالا : "واللَّه ما ندري أنت الخليفة أم عمر" فقال : "بل هو لو كان شاء" ، ثم جاء عمر غضبان و قال للصديق : "أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أَم هي بين المسلمين عامة ؟" قال الصديق : "بل هي بين المسلمين عامة" فقال عمر : "فما حملك على أَن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين" قال الصديق: "استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك" ، فأجاب عمر : "آستشرت هؤلاء الذين حولك ؟ أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى ؟" فقال أبو بكر : "قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا الأمر مني ، ولكنك غلبتني".[30]
[تحرير] خلافته
الاختيار:
لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة ، الذين مات الرسول وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر ، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟ إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار، إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا وورعًا. إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام" [الطبرانى]، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟ ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق باستشارة أولى الرأى من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.
[تحرير] أمير المؤمنين