الهجرة إلى المدينة
لم يهاجر أحد من المسلمين إلى المدينة علانية إلا عمر بن الخطاب، حيث لبس سيفه و وضع قوسه على كتفه و حمل أسهما و عصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات ، ثم توجه إلى المقام فصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة : "شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". فلم يتبع أحد منهم إلا قوم مستضعفين أرشدهم و علمهم ومضى[20]
و وصل عمر المدينة و معه ما يقارب العشرين شخصا من أهله و قومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، و عمرو و عبدالله أولاد سراقة بن المعتمر، و خنيس بن حذافة السهمي زوج إبنته حفصه،و ابن عمه سعيد بن زيد (أحد المبشرين بالجنة). و نزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر. و كان قد سبقه مصعب بن عمير و ابن ابي مكتوم و بلال و سعد و عمار بن ياسر.
وفي "المدينة" آخى النبي بينه وبين عويم بن ساعدة[21] و قيل عتبان بن مالك[22] وقيل: معاذ بن عفراء. و قال بعض العلماء أنه لا تناقض في ذلك لإحتمال أن يكون الرسول قد أخى بينه و بينهم في أوقات متعددة[23]
[تحرير] قتاله مع المسلمين
ثبت أن عمر شهد جميع المواقع و الغزوات التي شهدها النبي محمد[24] ففي غزوة بدر كان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما إستشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر الصديق، فأحسن الكلام و دعا إلى قتال المشركين. و قد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. و في غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. و في غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول محمد بعد أن غابت الشمس[25]