هل قاد الشهيد عماد مغنية سيارة إسرائيلية؟
علي الأمين - صحيفة البلد اللبنانية
التسريبات التي بدأ بتداولها المواطنون حول قضية الشبكة الإسرائيلية التي يتابعها حزب الله، أطلقت تساؤلات شتى حول مدى صحة هذه المعلومات التي إنتشرت كالنار في الهشيم.
ذلك إن حزب الله لم يعلن حتى الآن عن أي معلومة سواﺀ لجهة حقيقة ما يقال عن كشف الشبكة الإسرائيلية أو الخارجية، أو لجهة صحة المعلومات المتداولة بين جمهوره، على أن هذه التساؤلات تتصل أيضاً بعملية خطف الموظف في شركة طيران الشرق الأوسط جوزيف صادر، الذي رجح مسؤولية حزب الله عن خطفه قرب مطار بيروت، عدم تعليق الحزب وصمته حيال ما يناله من إتهام بالوقوف وراﺀ هذه العملية أو على الأقل توجيه الإتهام إليه من دون تسميته.
وفي جوجلة لما يدور في أوساط قريبة من حزب الله أن حدثاً كبيراً يشهدهُ الحزب وأن إعادة تنظيم وترتيب سلسلة إجراﺀات أمنية ترتبط بالحزب وقيادته تجري بشكل سريع ودقيق، والسبب حجم المعلومات التي يعتقد أن إسرائيل وغيرها باتت تمتلكها عن بنيته العسكرية والأمنية.
و كانت البداية كما تشير هذه الأوساط، عبر إكتشاف أحد ركائز هذه الشبكة مروان فقيه، تاجر السيارات ومالك إحدى محطات المحروقات في محيط مدينة النبطية.
وفقيه هذا من الذين يلقون إحتراماً وثقة كبيرين لدى كوادر الحزب في المنطقة وله صلات مع بعض المسؤولين الكبار فيه، خصوصاً أن كرمه وتبرعاته للمقاومة ساهما في المزيد من الثقة به، علماً أن هناك من يؤكد أنه كان يعتبر من المنضوين في حزب الله وقد سخر محطة المحروقات في مراحل عدة لخدمة الحزب والمقاومة.
الى جانب ذلك كان فقيه، كما تؤكد الأوساط نفسها، أحد المعتمدين الرئيسيين من قبل حزب الله لشراﺀ السيارات للإستخدام الحزبي، حيث يرجح أنه يقوم بهذه المهمة التجارية مع الحزب منذ ما قبل ثلاثة أعوام.
ولكن ماذا كان يعمل فقيه وكيف تم إكتشاف أنه مجند في جهاز مخابرات إسرائيلي، ودائماً بحسب الأوساط المحيطة بحزب الله، أن عامل الصدفة كان وراﺀ إكتشاف خيوط الشبكة، حيث تم ذلك من خلال إحدى كاراجات تصليح السيارات، حيث إكتشف أحد العاملين وهو منهمك في إصلاح عطل كهربائي داخل إحدى سيارات الدفع الرباعي الأميركية الصنع والتي تعود الى أحد كوادر الحزب، وجود جهاز غير مألوف متصل بالشبكة الكهربائية، فظن بداية أن هذا الجهاز قد يكون موضوعاً من صاحب السيارة المعروف، فاقتضى أن يلفت النظر الى هذا الأمر بسبب الإرتباط بين هذا الجهاز والعطل الكهربائي.
فاجئ الأمر مالك السيارة وإستفسر من قيادته الحزبية عن هذا الأمر، التي فوجئت أيضاً وبدأت عملية تفتيش واسعة طالت مئات السيارات التي تعود الى مسؤولين وكوادر حزبية، بعدما تبين أن هذا الجهاز هو جهاز تنصت وبث متصل مباشرة بالأقمار الإصطناعية.
وتم إكتشاف أن عشرات السيارات المستخدمة من الحزب وضع فيها هذا الجهاز وتبين أن القاسم المشترك بين هذه السيارات هو أن مصدرها التاجر مروان فقيه.
فعمد حزب الله الى إعتقاله منذ شهر تقريباً ومن دون أن يتأكد هذا الأمر بشكل رسمي رغم أن مصادر عسكرية رسمية أكدت في وقت سابق أن فقيه أصبح في عهدة مخابرات الجيش اللبناني.
ورغم أن البعض يقول أن هناك 12 شخصاً تم كشفهم من الحزب وإعتقالهم، إلا أن أحداً لم يعلن عن إختفاﺀ أحد أفراد عائلته كما حصل الأمر مع جوزيف صادر، إلا إذا كان جزﺀاً من هذه الشبكة وهو من العناصر التي تنتمي الى حزب الله.
على أن ما يتسرب عن إختطاف صادر وأيضاً من معلومات غير مؤكدة ولكنها صادرة عن أوساط قريبة من حزب الله يتسم كلامها عادة بالموضوعية، تشير الى أن صادر وهو مهندس إتصالات كان يحرص على الإنتقال من صيدا الى مطار بيروت عبر النقل المشترك وكان يركن سيارته الخاصة في مدينة صيدا، وتضيف أن صادر يشكل أحد الأعمدة الرئيسية لهذه الشبكة وهو يحوز على معلومات خطيرة ترتبط بأمن الحزب وشبكة إتصالاته وربما هذا ما يمنع تسليمه الى الأجهزة الرسمية حتى الآن.
السؤال الذي لا تبدو الإجابة عليه واضحة هو هل أن القيادي عماد مغنية قتل وهو يقود إحدى سيارات مروان فقيه؟
__________________
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ