أعلن الجيش التركي أنه شرع الجمعة في عملية عسكرية برية تستهدف مطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وهو الأمر الذي يعد أول هجوم تركي كبير داخل الأراضي العراقية منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأوضح الجيش التركي أنه سيواصل العمل "بحساسية بالغة من أجل تجنب أي أثر سلبي على العناصر المحلية"، في إشارة لإبقاء المدنيين خارج الصراع المسلح. وأفادت تقارير صحفية أن نحو 10 آلاف جندي تركي توغلوا داخل الأراضي العراقية، وهو ما وصفه المحلل التركي المقيم في لندن، فادي هاكورا أنه أول هجوم بري واسع منذ إطاحة صدام حسين في العام 2003. وأشار هاكورا أن عمليات التوغل السابقة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي "كانت تشتمل على أعداد تتراوح بين 35 و50 ألف جندي، وأنها كانت تنتهي بعد أسابيع، في حين أن الهجوم الحالي يبدو أنه سيكون محدوداً زمنياً وأنه سينتهي في غضون أيام." وحاول الجانبان العراقي والأمريكي التخفيف من حجم العملية. وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في اتصال هاتفي الخميس، أن العمليات العسكرية ستكون محدودة. وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، معرفة المالكي بالهجوم التركي وتفهم العراق للتهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني، لكنه شدد على ضرورة أن تحترم تركيا السيادة العراقية. على أن الدباغ أوضح أن عدد الجنود الأتراك لا يزيد على ألف جندي، وأنهم توغلوا بضعة كيلومترات في المناطق الجبلية العراقية، ونفى أن يكون العدد بحدود 10 آلاف جندي. من جهتها، ذكرت الأسوشيتد برس عن مصادر عسكرية تركية قولها إن نحو خمسة جنود أتراك قتلوا في اشتباك مع المتمردين الأكراد داخل الحدود العراقية. وأضافت أن ما لا يقل عن 24 عنصراً من المتمردين الأكراد قتلوا في الاشتباك نفسه، وأن نحو 20 آخرين كانوا قد قتلوا في قصف مدفعي وجوي، ليرتفع إجمال عدد القتلى الأكراد إلى 44 قتيلاً. قصف مدفعي وجوي تمهيدي وقال الجيش التركي في نبأ نشره على موقعه على الإنترنت الجمعة إن العلميات البرية بدأت بعد أن مهدت الطائرات المقاتلة والمدفعية التركية حملة قصف الخميس استهدفت المواقع المحتملة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، وفقاً للأسوشيتد برس. وجاء في بيان الجيش التركي أن العمليات البرية تأتي "بعد عمليات القصف الناجحة، والغارات البرية المدعومة بقصف جوي من قبل طائرات سلاح الجو، التي بدأت الخميس." وكان مسؤول في حكومة إقليم كردستان العراق قد أكد الخميس أن القوات التركية أطلقت وابلاً من القذائف على عدد من القرى الكردية في شمال العراق، دون أن ترد تقارير فوررية عن سقوط ضحايا. وقال المتحدث باسم الحكومة الإقليمية، جبار ياور، إن القذائف، التي أعقبها إطلاق نار كثيف، استهدفت قرى الأكراد في منطقة "خوار- كورك" شمالي محافظة "إربيل"، في حوالي الحادية [ size=18] عشرة من صباح الخميس. وأضاف ياور، في تصريحات لـCNN إن القوات التركية فيما يبدو كانت تستهدف عدداً من أعضاء حزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK، الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة للأكراد بجنوب تركيا. وسبق أن قامت طائرات مقاتلة تركية بقصفت الطائرات قرى كردية في شمال العراق دون أن تلحق إصابات في صفوف المدنيين. وقال المتحدث، جبار ياور، إن القصف التركي طال قريتين مهجورتين هما "ريكان" و"نيروا"، موضحاً أن القصف استمر زهاء ساعة كاملة. [/size] |