|
صورة بثها التلفزيون السوري للسيارة المستخدمة في تفجير دمشق أمس (الأوروبية)
|
تواصلت الإدانات العربية لتفجير دمشق الذي أودى بحياة 17 شخصا، وسط نفي إسرائيلي بالضلوع فيه واستمرار التحقيقات السورية لمعرفة الجهة المسؤولة عنه. وأصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بيانا اعتبر فيه الهجوم "عملا إجراميا وشائنا"، ودعا إلى تعزيز جهود مكافحة الإرهاب. وقال إن "هذا العمل الدنيء يؤكد مجددا على ضرورة تنسيق الجهود والعمليات لاستئصال الإرهاب العابر الحدود". وأدان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدوره في برقية لنظيره السوري بشار الأسد التفجير وعزى القيادة السورية وأسر الضحايا مؤكدا "تضامن اليمن ووقوفه مع سوريا الشقيقة في مكافحة الإرهاب". وقالت وكالة أنباء البحرين إن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بعث ببرقية تعزية إلى الرئيس السوري عبر فيها "عن استنكاره الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان". وكانت سيارة ملغومة قد انفجرت في منطقة مزدحمة على طريق مطار دمشق الدولي في أعنف هجوم من نوعه منذ ثمانينيات القرن الماضي مما أدى إلى مقتل 17 مدنيا وجرح 14 آخرين. وقال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد إن الحادث عملية إرهابية استهدفت منطقة مزدحمة. كما ذكر مدير مكتب الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق أن الانفجار وقع بالقرب من مركز أمني.
|
طبيب سوري يسعف أحد المصابين في انفجار المفخخة (الفرنسية)
|
وفي سياق ردود الأفعال أيضا أصدر حزب الله اللبناني بيانا أدان فيه "التفجير الآثم"، وعبر عن تعاطفه مع شعب سوريا وحكومتها "في وجه الاعتداء السافر الذي لا يخدم سوى مشروع أعداء الأمة في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة". وحثت الحكومة الفلسطينية المقالة في بيان للناطق باسمها طاهر النونو على "ضرورة حفظ أمن الساحات العربية في مواجهة الاحتلال وإدانتنا الشديدة لقتل الأبرياء". تلميح ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير وواصلت السلطات التأكيد على استمرار التحقيق فيه، في حين ألمح الإعلام الرسمي السوري إلى احتمال أن يكون مخططو الهجوم أتوا من الخارج. وكتبت صحيفة "الثورة" الرسمية الأحد أن "المحاولات الإرهابية هذه الفترة تتصف غالبا بأنها قادمة من خارج الحدود تخطيطا وتنفيذا بمعنى أن منفذيها أيضا عبروا حدودنا إلينا". ويرى المحلل رياض قهوجي "عدم إمكان استثناء أحد من الشكوك بسبب المصالح الإقليمية المتناقضة وخصوصا بسبب الموقف الإقليمي الملتبس لسوريا". وقال إن سوريا حليفة لإيران لكنها تقوم في الوقت ذاته بالتفاوض بصورة غير مباشرة مع إسرائيل. وذكر قهوجي من جهة ثانية أن من أسماها "المجموعات السنية الأصولية" لا تحبذ أيضا تحالف دمشق طهران, وهي غير راضية عن المحاولات المفترضة "لدفع السنة السوريين إلى اعتناق المذهب الشيعي". وقال أيضا إن الانفجار في حد ذاته يطرح أسئلة، معتبرا أن نقل مائتي كيلوغرام من المتفجرات ليس بالأمر البسيط في بلد مثل سوريا التي تمسك بشكل جيد الشؤون الأمنية. وأضاف "هذا يمكن أن يدل على وجود نزاعات داخل الأجهزة الأمنية".
|
صورة تظهر حاجزا قرب مركز أمني يقع على مقربة من موقع الانفجار (الفرنسية)
|
يشار إلى أن صحيفة الوطن السورية وضعت في وقت سابق إسرائيل على قائمة المشتبه بارتكابهم الاعتداء. وقالت إنه "بعيدا عن الانفعال والاتهامات العشوائية والمتسرعة فمن الطبيعي أن يكون المستفيد هو كل من لا يريد لهذا البلد أن ينعم بالأمن والسلام". نفي إسرائيلي لكن تل أبيب نفت اليوم بصورة قطعية أية صلة لها بالانفجار. واستبعد وزير الشؤون الاجتماعية إسحاق هيرتزوغ قبيل اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة أن ترتكب تل أبيب مثل هذا العمل خاصة أنها تجري مفاوضات غير مباشرة مع دمشق. وأضاف هيرتزوغ أنه "قد تكون لإيران مصلحة في هذا الاعتداء" لتخريب أي تقارب بين سوريا والغرب. وشهدت سوريا في الأشهر الأخيرة أعمال عنف بينها تفجيرات واغتيالات آخرها اغتيال العميد محمد سليمان بمدينة طرطوس وقبله القيادي في حزب الله عماد مغنية في انفجار سيارة ملغومة في فبراير/شباط الماضي
|