|
عودة الجولان لسوريا تقابله مطالب إسرائيلية بالسلام (الفرنسية-أرشيف)
| ماجد أبو دياك
جاء العرض الإسرائيلي الذي نقلته تركيا إلى الرئيس السوري بشار الأسد بانسحاب من هضبة الجولان مقابل توقيع معاهدة سلام مع سوريا في توقيت اعتبره البعض مفاجئا في ضوء العلاقات المتوترة بين دمشق وتل أبيب. فبعد مناورات إسرائيلية واسعة فهمت في شق منها بأنها رسالة لسوريا التي تدعم حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، كشفت وسائل إعلام سورية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نقل للرئيس الأسد من إسرائيل عرضا يفيد باستعدادها لإنهاء احتلال الجولان مقابل السلام. واليوم أكدت صحيفة الوطن القطرية على لسان الأسد في مقابلة تنشرها معه الأحد ما سبق أن ذكرته وسائل الإعلام السورية. وقال الرئيس السوري إن تركيا التي يتوقع أن يزور رئيس وزرائها دمشق السبت بدأت وساطتها لتحريك المفاوضات السورية الإسرائيلية في أبريل/ نيسان 2007. واكتفت الحكومة الإسرائيلية بالقول إنها تريد سلاما مع سوريا، دون أن تعلق على قضية الانسحاب التي أدى الخلاف حولها بين الطرفين إلى فشل محادثات بينهما عام 2000. ولكن الصحف الإسرائيلية تحدثت اليوم عما أسمته النزول من الهضبة، وهو مصطلح بلا شك يختلف عن الانسحاب الكامل الذي تصر عليه سوريا.
أما المحلل السوري عماد فوزي الشعيبي فقال في تصريح للجزيرة نت إن الرسالة التي نقلها أردوغان تؤكد استجابة إسرائيل لشرطين وضعهما الأسد، أولهما إعلان إسرائيل صراحة اعتزامها التفاوض والتوقف عن تصريحات توحي بالعكس, وثانيهما إعلان استعدادها لانسحاب كامل من الجولان.
مطالب تتعدى الجغرافيا وفيما يظل المطلب السوري حاضرا على أجندة أي مفاوضات مقبلة فإن كلمة السلام وحدها لن تكون قادرة على فك شفرة المطالب الإسرائيلية، التي تركز على تخلي دمشق عن دعم حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. ويقول مراقبون إن تل أبيب تريد نزع عناصر القوة التفاوضية من دمشق بحكم التأثير الذي تتمتع به في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وهو ما يطول عمق الأمن الإسرائيلي ويؤثر يوميا على حياة الإسرائيليين من خلال ضربات المقاومة هنا وهناك.
وهناك من يربط بين محاولة تحريك المفاوضات مع سوريا ومخططات أميركية وإسرائيلية مزعومة لضرب البرنامج النووي الإيراني، إذ إن عزل دمشق عن طهران سيضعف هذه الأخيرة ويعزلها حتى عن عناصر تأثيرها في المنطقة خاصة حزب الله.
|
الأسد وأولمرت قد لا يتوصلان خلال فترة بوش لاتفاق سلام (الجزيرة نت)
| سلام الوقت الضائع غير أن هذه النظرية الأخيرة تواجه بانتقادات من محللين آخرين يرون أن ما تبقى لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش –التي تعاني أصلا من مشاكل في العراق وأفغانستان- لا يسمح لها بتوجيه ضربة لإيران واستيعاب نتائجها السلبية المتمثلة بحجم الرد الإيراني وفاعليته.كما يرى كثيرون أيضا أن قصر الفترة المتبقية لبوش تجعل نجاح أي مفاوضات تبدأ الآن بين سوريا وإسرائيل غير ممكن في هذه الفترة القصيرة، ويشككون أيضا بإمكانية إفادة الإدارة الجمهورية من إحراز تقدم في المفاوضات في المنطقة. فبالنسبة لسوريا هي آخر من يفكر في تقديم دعم سياسي للإدارة (الصقورية) في واشنطن والمتهمة من دمشق بإثارة التوترات في المنطقة بدعمها لإسرائيل وسياساتها المتشددة تجاه القضايا العربية فضلا عن واقع القوات الأميركية في العراق. أما في تل أبيب فتبدو حكومة أولمرت ذات الائتلاف الهش أضعف من أن تستوعب مفاوضات في مسارين يتطلبان تقديم استحقاقات يعارضها اليمين والمستوطنون خاصة. ونتيجة لمعرفة إسرائيل بتأثير سوريا الإقليمي، فقد ابتعدت عن التصعيد معها حتى عندما قامت طائرات إسرائيلية بقصف منشأة قيل إنها نووية سورية. وبصرف النظر عن تطورات العلاقة بين سوريا وإسرائيل، فإن ما جرى مؤخرا قد لا يتعدى مرحلة جس النبض بين الطرفين، سيكون له ما بعده في ضوء ما ستتمخض عنه الانتخابات الأميركية والإسرائيلية أيضا. وحتى ل و قدر للتحرك التركي أن ينجح، فإن هذا يبقى مؤجلا إلى حين
|