قدم رئيس الوزراء إيهود أولمرت إلى رئيس الدولة شمعون بيرس مساء امس كتاب استقالته من منصب رئيس الوزراء.
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء إيهود أولمرت في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية عن استقالته من منصبه. واتخذ رئيس الوزراء هذه الخطوة وفقا لما كان قد تعهد به قبل الانتخابات لرئاسة حزب كاديما.
وتمنى أولمرت النجاح لرئيسة حزب كاديما الجديدة الوزيرة تسيبي ليفني. واكد انه سيمد يد العون للوزيرة ليفني ليتسنى تشكيل الحكومة برئاستها باسرع وقت ممكن.
ويواصل أولمرت تولي منصب رئيس الحكومة الانتقالية في إسرائيل حتى تشكيل حكومة بديلة أو إجراء انتخابات عامة في إسرائيل في حال فشل رئيسة كاديما الجديدة تسيبي ليفني في تشكيل ائتلاف حكومي.
مقتطفات من أقوال رئيس الوزراء في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية:
"...والختام سادتي ، اسمحوا لي بأمر ينطوي رغم ذلك على جانب حزبي وربما ليس على ذلك فقط. قبل كل شيء، أود أن أنتهز الفرصة، في هذه الجلسة لحكومة إسرائيل، لأقدم تهاني إلى الوزيرة، القائمة بأعمال رئيس الوزراء وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، التي فازت بالمنافسة التي جرت خلال الأسبوع الأخير في حزب كاديما وتم اختيارها رئيسة للحزب، منذ الآن فصاعدا فإن رئيسة حزب كاديما هي تسيبي ليفني. اليوم سوف أعلن في مستهل جلسة الحكومة عن قراري الاستقالة من منصبي كرئيس حكومة إسرائيل.
لا بد لي من القول بأن هذا ليس بالقرار السهل أو البسيط ولم يتم اتخاذه اعتباطا ومصادفة وبدون رواسب شخصية مثيرة للعواطف بطبيعة الأحوال. أعتقد بأني أنتهج الطريق اللائقة والرسمية والمسئولة كما وعدت الجمهور الإسرائيلي بأن أفعل منذ اللحظة الأولى.
أؤمن بأن العمليات التي قامت حكومة إسرائيل بريادتها برئاستي في المجالات المختلفة، والتي يمكن التحدث عن بعضها ولا يمكن التحدث عن بعضها الآخر، سوف تظهر بعد في المكان اللائق الذي تستحقه في سجلات تاريخ دولة إسرائيل، وسوف تسجل لصالح كل من شارك وساهم فيها، وقد شارك فيها الكثيرون.
ما من شيء في الحكومة، كما تعلمون جيدا، يتم من قبل شخص واحد. أود أن أتمنى لتسيبي ليفني بأن تتمكن من تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن كما ترغب بذلك وبالتركيبة التي تختارها، وهذه الأمور مرهونة بحسمها وقرارها قبل كل شيء. سوف أكون تحت تصرفها وأساعدها بكل ما لدي من قوة لكي تنجح في تشكيل حكومة، ولكي تنجح في هذا المنصب المسئول".
من مثلي وربما بعد عدة سنوات مثلك أيضا, إيهود براك, وعدد قليل من الأشخاص الآخرين, يعلم كم هذا الأمر صعب, كم هو ثقيل, كم هو حساس, وكم مدى المسؤولية المتعلقة بقيادة حكومة, وأعتقد بأن الواجب الملقى على عاتقي قبل كل شيء, لكن على عاتق كل واحد دولة إسرائيل غالية وعزيزة على قلبه, هو واجب مساعدة من انتخب ونجح في تشكيل حكومة, بأن يديرها بأفضل شكل ممكن, وأنا واثق من أن هذا هو ما سيكون في حالتك أيضا. أتمنى لك النجاح. شكرا جزيلا لكم أيها السادة."
بيان رئيس الدولة شمعون بيرس بعد استقالة رئيس الوزراء أولمرت
" قدم لي رئيس الوزراء، السيد إيهود أولمرت، كتاب استقالته من رئاسة الوزراء. إني لأعبر عن تقديري للأسلوب المحترم الذي اختاره السيد أولمرت لتسليم السلطة.
إن قرار رئيس الوزراء ليس قرارا سهلا ولا يساورني أي شك أن هذا المساء صعب جدا عليه.
أود أن انتهز هذه الفرصة لأشكر رئيس الوزراء على خدمته التي قدمها للشعب والدولة على مر السنين الطويلة التي قضاها في العمل لخدمة الجمهور حيث كان رئيس بلدية أورشليم القدس ثم وزير في الحكومة ورئيس حكومة إسرائيل. إن أمن دولة إسرائيل وسلامة مواطنيها كانا دائما في صلب أعماله كرئيس للحكومة. وستبقى بعض هذه الأعمال طي الكتمان. ابتداء من هذا المساء دعوت جميع الكتل الممثلة في الكنيست للتشاور معها بهدف اختيار عضو الكنيست الذي ستُلقى عليه مهمة تشكيل الحكومة، وذلك بأسرع وقت ممكن قبل سفري لتمثيل الدولة في هيئة الأمم المتحدة.
إن دولة إسرائيل تواجه حاليا تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية معقدة تتطلب ضمان تواصل واستمرارية السلطة.
إن دولة إسرائيل دولة قوية تتمتع بديمقراطية راسخة لا يؤثر تبدل روؤساء الوزراء في قوتها ولا في إصرارها على الدفاع عن مواطنيها وسعيها الدؤوب نحو السلام".