|
لاجئون يحتجون أمام البرلمان السويدي للمطالبة بعدم إبعادهم (الفرنسية)
|
اتهمت منظمة العفو الدولية السويد بتشديد سياستها حيال اللاجئين بعد قرارها إبعاد عدد من طالبي لجوء معظمهم من العراقيين، ووصفت ذلك بأنه أمر غير مقبول.وقالت المحامية والمسؤولة عن التنسيق في المنظمة مادلين سيدليتز إن السويد أصدرت عددا من القرارات المتعلقة بحق اللجوء تخالف التزاماتها الدولية، مشيرة إلى أن سلطات الهجرة في هذا البلد سمحت قبل نحو عام بإبعاد طالبي لجوء إلى العراق والصومال والى مناطق في أفغانستان منها كابل، باعتبار أنه لا يجري فيها أي نزاع مسلح داخلي.
كذلك تعرض هذا البلد الإسكندنافي لانتقادات شديدة لإبعاده شابا إريتريا إلى بلده رغم المخاوف لتعرضه للاضطهاد وكذلك لإبعاده مواطنين أفغان ينحدرون من مناطق تعتبر خطرة، إلى كابل حيث ليس لديهم أي قريب.
لكن وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم رفض هذه الانتقادات، مؤكدا أن بإمكان أي طالب لجوء أن يطلب إعادة النظر في طلبه.
وقال إن السويد ليس لديها أي شيء تخجل منه في ما يتعلق بآلياتها لتقييم الطلبات، مضيفا أن بلده يطمح إلى أن يكون بلدا سخيا حيال اللاجئين.
وهو كان كذلك ليس أقله في العام 2007 عندما منح حق اللجوء لأكثر من 70% من الـ18 ألفا و559 عراقيا تقدموا بطلبات في هذا الصدد بحسب معطيات وطنية والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
لكن المنتقدين يعتبرون أن السويد شددت سياستها في ما يتعلق باستقبال اللاجئين منذ أن بتت محكمة في فبراير/شباط 2007 بشأن تحديد مفهوم "النزاع المسلح الداخلي" الذي يفترض أن يتضمن سيطرة قوات متمردة أو معارضة على أرض. وهو تحديد يفتح الطريق أمام عمليات إبعاد إلى العراق وأفغانستان أو حتى الصومال.
وقال مدير مكتب الهجرات السويدي دان إلياسون في هذا الصدد "إن الناس يمكن أن يعتقدوا أن هناك نزاعا مسلحا في هذه الدول، لكن بحسب القانون السويدي ليست الحال كذلك".
وباتت السويد تفرض على طالبي اللجوء أن يثبتوا أنهم سيتعرضون شخصيا للاضطهاد أو التهديد إن عادوا إلى بلدانهم، وتتوقع لذلك أن ينخفض عدد طلبات اللجوء إلى 25 ألفا هذه السنة مقابل 36 ألفا و207 في العام 2007.
فمنذ مطلع العام الحالي وحتى مارس/آذار الماضي تلقى حوالي 25% من العراقيين الذين تقدموا بطلبات لجوء في السويد ردا ايجابيا، مقابل حوالي 70% من المجموع في 2007 وأكثر من 80% في 2006، بحسب المفوضية العليا للاجئين.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين هان ماتيسن إنها تتفهم أن السويد باتت تتوقع عودة العراقيين إلى بلدهم لكن ذلك لا يزال "أمرا سابقا لأوانه"