تمثيل ضعيف للمسلمين في البرلمان الأوروبي
قوانين الأسرة وقضية الحجاب من أبرز التحديات التي تواجه المسلمين بالغرب (الجزيرة نت)
فاطمة الصمادي-طهران
أفاد بحث أعده مكتب الدراسات السياسية التابع لمركز أبحاث مجلس الشورى الإيراني أن مجموع الأعضاء غير الأوروبيين في برلمان الإتحاد الأوروبي لا يتجاوز 15 عضواً رغم أن 25 مليون نسمة -أي ما نسبته 5% من مجموع سكان أوروبا (492 مليونا)- ليسوا أوروبيين. ويبلغ عدد الأعضاء المسلمين ستة أعضاء من مجموع 785 نائباً.
وأوضح البحث الذي رصد مشاركة المسلمين في المراكز والمؤسسات التشريعية الأوروبية أن اثنين من النواب الستة مندوبان عن ألمانيا وآخران عن بريطانيا وعضو واحد عن فرنسا وآخر عن هولندا.
كريستين هورز: تمثيل المسلمين لا يتناسب مع مساهماتهم (الجزيرة نت)
واستناداً إلى ما أورده البحث فإن العضوين المسلمين المندوبين عن بريطانيا في برلمان الاتحاد هما سيد كمال من أصول كينية وساجد كريم الباكستاني الأصل ورشحه للبرلمان الحزب الديمقراطي الليبرالي عن منطقة شمال غرب بريطانيا ثم تمكن لاحقا من الحصول على عضوية البرلمان الأوروبي.
ومندوبا ألمانيا بحسب البحث هما صم أوزدمير ورال آجز وكلاهما من أصل تركي.
وفي هذا السياق تؤكد الباحثة من جامعة إيرفروت الألمانية كريستين هورز للجزيرة نت أن المسلمين في ألمانيا لا يحظون بتمثيل يناسب تعدادهم في بلد يشكل المهاجرون نسبة الثلث من سكان غربه، ويشكل الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في ألمانيا.
ولاحظت هورز أن نسبة تتراوح ما بين 15 و20% من سكان ألمانيا الذين يبلغ عددهم 82 مليونا ينحدرون من أصول مهاجرة، وتبين أنهم يساهمون بقوة في الاقتصاد حيث إن المصانع المملوكة لألمان من أصول تركية تدر عائدات بقيمة 29.5 مليار يورو سنويا.
أما المندوب المسلم الوحيد من هولندا أمين بوزكورت فهو تركي الأصل أيضا. ويشير مكتب الدراسات السياسية الإيراني إلى أنه مع كونه العضو المسلم الوحيد الذي وصل إلى برلمان الاتحاد مندوباً عن هولندا، فهو أيضاً أول مندوب من الحزب الاشتراكي الهولندي الذي دخل هذا المجمع.
واستناداً إلى هذا التقرير فإن المندوب عن فرنسا هو قادر عارف الجزائري الأصل.
زهراء غوانزالس: حضور المسلمين في المجال التشريعي الغربي ضرورة (الجزيرة نت)
حاجة ملحة
ولا يمثل أي مندوب مسلم عن بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وهي دول لديها على التوالي 24 و78 و54 عضواً في برلمان الاتحاد رغم أن 75% من الشعب البلجيكي -بما يعادل 355 ألف نسمة- من المسلمين وغالبيتهم من أصول مغربية وتونسية وجزائرية. وكذلك فإن في إيطاليا 825 ألفا من المسلمين وأكثرهم من أصول مغربية، وفي إسبانيا هناك نصف مليون تقريباً من المسلمين.
وترى الباحثة الأميركية زهراء غونزالس أن حضور المسلمين في المجال التشريعي الغربي مسألة ضرورية، خاصة مع الحاجة إلى قوانين تضمن لهم تطبيق أحكام دينهم.
واشارت غونزالس التي التقتها الجزيرة نت على هامش مشاركتها في مؤتمر عقد في طهران أن القوانين المتعلقة بالأسرة والمرأة وقضية الحجاب تعد من أبرز التحديات الثقافية والقانونية التي تواجه المسلمين في المجتمع الغربي.
ويخلص بحث مجلس الشورى الإيراني إلى أن المسيحية واليهودية لن تكونا الديانتين الوحيدتين الممثلتين لأوروبا، متوقعا أن يشهد المستقبل مكانة مهمة للإسلام ضمن مكونات الهوية الثقافية الأوروبية.