: الجوع ونقص الغذاء يهددان الملايين في 37 بلدا
متظاهرون في مانيلا يطالبون بتخفيض الأسعار إلى النصف (الفرنسية-أرشيف)
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقريرها عن وضع الغذاء العالمي من أن الجوع ونقص الغذاء بمختلف أشكاله يهدد ملايين البشر في 37 بلدا في أنحاء العالم تعاني حاليا من أزمات غذائية مما قد ينعكس على الأمن والسلام في تلك الدول.
وتحدثت المنظمة الدولية -ومقرها روما- عن ارتفاع ملحوظ في ورادات الحبوب خلال الموسم الحالي. لكنها رجحت استمرار زيادة أسعار المواد الغذائية خلال العام الجاري، وهو الأمر الذي سينعكس سلباً على الطبقات الفقيرة التي تقتات على أقل من دولار يوميا.
وقال المدير العام لمنظمة الفاو السنغالي جاك ضيوف إنه رغم توقعات بزيادة نسبتها 2.6% في الإنتاج العالمي من الحبوب هذا العام، فمن غير المرجح انخفاض أسعار الغذاء مما سيرفع تكاليف واردات الغذاء للدول الأشد فقرا بنسبة تصل إلى 56% ويجبر الجوعى على الخروج إلى الشوارع.
كما حذر ضيوف في مؤتمر صحفي عقده في روما اليوم من أن أعمال الشغب في الدول النامية بسبب الغذاء ستزيد، ما لم يتخذ زعماء العالم خطوات رئيسية لتخفيض أسعار الغذاء للفقراء.
وأضاف أن الناس يلقون حتفهم بسبب رد فعلهم على الوضع "ومن المؤكد
أنهم قد يموتون جوعا إذا لم نقم بالتحرك اللازم، ومن الطبيعي ألا يجلس الناس ساكنين وهم يتضورون جوعا، إنهم سيتحركون"، مشيرا إلى أن الدول النامية بحاجة عاجلة إلى تمويل يقدر بما بين 1.2 و1.7 مليار دولار للتعامل مع الأزمة الغذائية.
ودعا المسؤول الدولي رؤساء الدول والحكومات إلى حضور قمة لبحث أزمة الغذاء في مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما في الفترة بين الثالث والخامس من يونيو/حزيران القادم.
وشدد على ضرورة إعطاء الأولية "لنقل هائل للبذور" لضمان أن يتمكن المزارعون في الدول الفقيرة من شراء البذور والمخصبات والأعلاف بأسعار في متناولهم.
وأشار ضيوف إلى أنه من الطبيعي أن نتوقع أن تفرض البلدان النامية قيودا
على الصادرات الغذائية وإن أدى ذلك إلى تفاقم أزمة أسعار الغذاء العالمية.
مظاهرات الفقراء
مظاهرات ضد الغلاء تخللتها أعمال عنف في عاصمة هاييتي (رويترز)
وفي إطار تحذيرها من تفاقم أزمة الغذاء أشارت منظمة الفاو إلى أن أعمال الشغب بسبب غلاء أسعار الغذاء اندلعت بالفعل في العديد من البلدان الأفريقية وفي إندونيسيا والفلبين وهاييتي التي قتل فيها خلال المظاهرات المرتبطة بارتفاع الأسعار خمسة أشخاص.
كما شهدت مصر مظاهرات مماثلة على مدى يومين مطلع الأسبوع سقط خلالها قتيل. أما في باكستان وتايلند فإن السلطات نشرت الجيش لمنع الحصول على الغذاء من الحقول والمخازن.
وقال مسؤول بالمنظمة إن أسعار الأرز قفزت بنسبة 40% في غضون ثلاثة أيام في الآونة الأخيرة بعد أن حظرت الهند وفيتنام تصديره، لكنه أوضح أن حظر الصادرات رد فعل طبيعي لأي حكومة لديها مسؤولية أساسية إزاء شعبها.
وكانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران أشارت الاثنين الماضي إلى أن العالم يشهد نوعا جديداً من المجاعات يتمثل بعدم قدرة البعض على شراء السلع الغذائية، محذرة من أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى المزيد من الاضطرابات في دول العالم.