ماذا لو فشل الحوار،، وسيفشل الحوار...بقلم / خيريه رضوان يحيى
--------------------------------------------------------------------------------
ماذا لو فشل الحوار،، وسيفشل الحوار
ليست النظرة التشاؤمية للأمور ولا من منطلق عدم الثقة بالمفاوضين ولكن من منطلق التجارب السابقة وعدم تغير الأمور والاحرى عدم سعي الأطراف المقتتلة على رأب الصدع الداخلي وإنهاء الفجوة التي بات وضوحها كما الشمس في ظهر يوم صيفي.
الأكيد أن الأمنية الفلسطينية الكبرى في هذا الحين ومنذ أكثر من عام تكمن في رؤية أبناء الشعب الفلسطيني متحدين وموحدين الهدف وغير متناسين ما آل إليه الشعب وما يحدق بفلسطين من مخاطر وما خسرت فلسطين منذ الاقتتال وحتى الآن لكن النظرة التي يرها الكثيرين أن المفاوضات ما هي إلا بهدف المفاوضات والاستجابة للدعوات الخارجية والتي تتململ مما وصل إليه الفلسطينيون من انشقاق وفراق دون مبرر يذكر فليس بالاقتتال الدائر حول من حقق التحرير وليس بالخلاف حول شرعية القضية أو حق اللاجئين وإنما الفرقة على من سيكون سيد هذا الموقع أو ذاك المكان بكل أسف.
فهل المفاوضات أو الحوار في مصر ستختلف عنها في مكة ومصر واليمن وغيرها من الدول؟ وهل لا يجتمع الأشقاء إلا بوسيط يقارب وجهات النظر وعبر وسائل الإعلام المختلفة؟ إن كانت هذه هي الحقيقة فأين حسن النية في تحقيق الوحدة، وما الذي تغير ليتم التعويل على نجاح هذه المفاوضات؟ علما بان الساحة الفلسطينية لم تشهد من التغير إلا الانحدار والبؤس فالقضية الأصل تحتضر والقدس نالها ما نالها من الضغينة الدولة العدو الصهيونيية والبناء اليهودي والتوسع الاستيطاني، والجدار التهم ما تبقى له وأصيب المئات من أبناء الشعب ممن يقفون ضد الزحف ألجداري وعن التوسع الاستيطاني لنتحدث بلا حرج، أما الاعتقالات فقد طالت آلاف الشباب الفلسطينيين، و الفرقة الفلسطينية فقد وصلت أوجها وتوجت بأحداث دامية يندى لها الجبين.
في ظل هذه الظروف الداخلية والتغير في الداخل الدولة العدو الصهيونيي وكذا انتهاء ولاية البوش الأمريكي يجدر بنا تعليق الأمل على العقلاء ممن يرون في الوحدة الفلسطينية خلاص من البؤس الذي لحق بنا متمنين للمجتمعين الوصول إلى اتفاق ونعني الاتفاق على الوحدة واجبة التطبيق لا الاتفاق على الرغبة في استمرار التفاوض العبثي ومضيعة الوقت الثمين على حساب القضية الفلسطينية وعامة الشعب ولصالح الأطماع الدنيوية والمعارك الإعلامية والاهم لصالح الاحتلال والذي هو المستفيد الأكبر من الاقتتال والفرقة الفلسطينية.
الوحدة ونجاح الحوار الفلسطيني في مصر أمل لا يخفيه احد، لكن لا تعويل على هذا الحوار فكثير من المعضلات الفلسطينية الداخلية تقف وراء نجاحه إذ لم يسعى أي من الأطراف بجل قوته لإحقاق الوحدة، ولم يتوقف إعلام كل من الأطراف المختلفة عن الطعن بالآخر فبأي رصيد سينجح الحوار؟ فهل سنرى على الأرض معجزة مفادها عودة غزة إلى الضفة الغربية والضفة الغربية إلى غزة، فهل سيتنازل احد ممن ترأس موقع كنتاج للاقتتال عن منصبه، وهل ستبيض السجون الفلسطينية من المساجين الفلسطينيين وهل سيعاد كل مخطوف إلى بيته وان حدث هذا هل سيتم عقد جلسة موسعة لأجل عطوات الدم الذي سال زورا وبهتانا وستدفع دية القتلى ممن سقطوا على أيدي أشقائهم، هل ستتحد الحكومة وتسود الديمقراطية؟ هل سيعود ذكر القضية الفلسطينية ويرفع اسم القدس عاليا فهي تئن وتبكي تغير ساكنيها يوما بعد آخر واختلاف معالمها وما يحاك لها باستمرار. نتمنى هذا.
خيريه رضوان يحيى
مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي
جنين- فلسطين