فنجان الدم
اخراج الليث حجو
تأليف عدنان عودة
بطولة جمال سليمان و غسان مسعود و نسرين طافش و باسم ياخور
يلعب النجم الفنان جمال سليمان في مسلسل «فنجان الدم» للكاتب عدنان عودة والمخرج الليث حجو شخصية «النوري هزاع» وهي نموذج للشخصية البدوية التي تتناقلها روايات البدو أنفسهم وحتى روايات المستشرقين الذين زاروا البادية العربية وكتبوا عنها، يقول سليمان لـ«الوطن»: هي شخصية روائية متخيلة ولكنها تشبه إلى حد بعيد شخصيات واقعية كانت معروفة في بادية بلاد الشام فالنوري هزاع يحمل بداخله كل صفات البدوي الحقيقي فهو رجل نبيل للغاية وكريم وحكيم وبنفس الوقت هو رجل قاس أثناء الأزمات وخاصة في وقت الغزو والحرب، ويتابع جمال سليمان حديثه عن الشخصية، هو نموذج للرجل البدوي الذي يصل أحياناً إلى مرحلة «قبيلتي أو لا أحد» على مبدأ:وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد.
|
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 588x308 الابعاد 34KB. |
فهو في النهاية ضمن حياة وشروط بدوية تلغي دور الفرد ولا يتساهل إطلاقاً عندما يتعلق الأمر بهذا الجانب، ويضيف سليمان: مأساة الشيخ النوري هزاع تكمن في عشقه الكبير لـ «العليّا» وهي فتاة من قبيلة أخرى وعندما يتقدم لخطبتها يرفض أخوها الشيخ المعيوف «معشي الذيب» تزويجه إياها وحجته أن في القبيلة ألف فارس وكل واحد منهم هو أحق بها منه وتمر الأيام ويجد النوري نفسه مضطراً لغزو قبيلة المعيوف، لأن طبيعة الحياة البدوية تفرض الغزو كطريقة للعيش والاستمرار فيجد النوري ودون أن يعلن ذلك حتى لنفسه أن هذا الغزو وسيلة للانتقام من قبيلة تعالت عليه ورفضته وهو الشيخ الذي يعتد بنفسه.
ويكشف سليمان أن أحداث العمل تمتد على مدى ثلاثين عاماً يكبر خلالها النوري وتكبر بعض القبائل الصغيرة وتصغر بعض القبائل الكبيرة ويظهر فرسان جدد حيث لم يعد النوري هو فارس الفرسان الوحيد.
ولم ينته حوارنا مع النجم جمال سليمان عند حدود الشخصية وانتقل للحديث عن العمل كله في عام ازدهرت فيه الدراما البدوية واستعادت بريقها القديم حيث ستعرض الفضائيات العربية في رمضان المقبل نحو عشرة أعمال بدوية بين سورية وأردنية، يقول سليمان: مسلسل «فنجان الدم» يتناول بيئة اجتماعية إنسانية تتعلق بحياة البدو ولكن على خلفية سياسية مهمة جداً فالقرن التاسع عشر وهو مسرح الأحداث كان قرناً عاصفاً وكانت منطقة بلاد الشام محط اهتمام العديد من الدول الأوروبية وخاصة أن الدولة العثمانية كانت على وشك السقوط والقبائل العربية البدوية كانت تمسك بالكثير من مفاتيح هذه المنطقة لذا اتجهت هذه الدول وبقوة إليها وبدأت تتغلغل في الصحراء العربية وبدأ التنافس بين أجهزة الاستخبارات لكسب ولاء هذه القبائل من خلال منح امتيازات لهذه القبيلة أو تلك وبالتالي تنافست القبائل لتلعب دوراً ما فيما يجري من صراع.
ويرى سليمان أن هذا المسلسل سيحمل أيضاً بذور العمل التاريخي رغم أنه يدور في بيئة اجتماعية وجغرافية بدوية في بلاد الشام.
وقد أثار مسلسل «فنجان الدم» وقبل عرضه حفيظة بعض القبائل العربية، وحول هذا الأمر قال سليمان: هذا الأمر واجهنا منذ عدة سنوات عندما عرض مسلسل «سحر الشرق» الذي تناول قصة الحب الشهيرة والزواج الاستثنائي بين شيخ بدوي وسيدة إنكليزية وكان هناك توجس وخشية لدى أحفاد ذلك الشيخ وخوف من أن يسيء المسلسل إليه وهذه المخاوف قد تستيقظ في عقول بعض الناس الآن وخاصة لجهة شخصية «معشي الذيب» الموجودة في المسلسل ومن خلال العودة إلى المصادر تجد أن هذا اللقب أطلق على عدد من المشايخ ولم يكن يخص شيخاً واحداً بعينه وكل قبيلة تعتبر هذه الشخصية تخصها وصفة الكرم لم تكن مقتصرة على شيخ معين أو قبيلة معينة في البادية العربية فالكرم صفة للعرب على وجه العموم.
ولكي يكون مسلسلنا محترماً وصادقاً استعار الكاتب الكثير من الحقائق التاريخية فالكاتب لم يخترع مجتمعاً من خياله وبالتالي هو أخذ بعض الصفات التي كانت موجودة لدى بعض الشخصيات البدوية وألبسها لشخصيات العمل المتخيلة.
وأكد جمال أن المسلسل لا يتناول قبيلة معينة أو شيخاً معيناً وإنما يتناول مجتمعاً كاملاً وهو ليس سيرة ذاتية لأحد، وإنما هي سيرة لحياة البدو العرب في القرن التاسع عشر، والمسلسل يحاول إبراز التأثيرات السلبية التي جلبها الصراع إلى المنطقة وأدخلها على حياة البدو.
ورداً على سؤال يتعلق بالمركز العربي للإنتاج في عمان وسعيه كما يؤكد البعض للتشويش على المسلسل قبل عرضه قال سليمان: يسعدني أن يقوم المركز العربي بإنتاج مسلسلات بدوية وغيرها وإذا كان ما قلته عن الدعاية المضادة التي يقوم بها ضد مسلسلنا فأنا شخصياً لم ألمس ذلك.. صحيحاً، فهو شيء بشع وغير مسبوق لأن هناك أخلاقيات معينة تحكم المهنة وأتمنى ألا نتخلى عنها وأعتقد أن أي أحد أصبح قادراً على بث دعاية على أي أحد وخاصة في ظل وجود شبكة الإنترنت، فالافتراء أصبح سهلاً في الوقت الحالي ولكن في النهاية ينعكس على أصحابه.