بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني وهو يثور غضباً من واقع المربين كما يقول وشكا عليّ تجاهلهم للشباب , بل صرّح بأن خطراً عظيماً سيداهم الأمة في ظل تغافلهم عن تربية الشباب .
وأترككم مع تلك التساؤلات من شاب يجر آهات الندم على تلك السنين التي ضاعت من عمره وهو يبحث عن محاضن التربية ويخشى من الضياع قبل أن يجدها .
أسئلة وقفت أمامها حائراً تارة , ومعجباً تارة أخرى , ومتحمساً للحديث تارة ثالثة .
يقول ذلك الشاب :
إني أسألكم أيها المربون ...
أين أنتم منا ؟
لماذا ابتعدتم ؟
ولم هذا التغافل والتنحي عن أبناءكم وإخوانكم الشباب ؟ هل تظنون أننا وصلنا إلى مراحل متقدمة من العلم والتربية ؟ أم تظنون أننا لسنا في حاجة لعلمكم وتوجيهكم ؟ أم هي وسائل الإعلام المتنوعة التي ظننتم أنها أشبعت رغباتنا وميولنا ؟ هل تعلمون أن التربية حصن حصين ضد كل عدو ينوي بالأمة شراً ؟ أما سألتم أنفسكم لماذا سحقت تلك الدول والحضارات الإسلامية وكان آخرها العراق بدون أدنى مواجهة أو دفاع ؟ أين صبركم علينا ؟ أين حبكم لنا ؟ أين توجيهكم الصادق لمسيرتنا ؟
أم هي الدنيا أخذتكم عنا بمتاعها ولذاتها وأموالها وأبناءها ؟
أما سألتم أنفسكم لماذا نحن معشر الشباب بين الوهم والألم , وبين الشهوة والشبهة , وبين الضياع والانقطاع .
أما تلاحظون كثرة أخطاءنا , وعدم انضباط حماسنا , وجهلنا بالميدان الدعوي والتربوي على حد سواء ؟ .
ألا تعلمون أيها المربون أنكم مسئولون عنا من قبل الله رب العالمين ؟
وبعد ذلك السيل المتلاطم من أسئلة ذلك الشاب أيقنت مدى تقصير المربين عن أداء دورهم التربوي وحاجة ذلك الشاب ومئات الشباب غيره للاحتواء والتربية .
وهي رسالة لكل من يحمل هم هذا الدين (( الله الله في الشباب والعناية بهم والعمل لأجلهم , فهم قوة الأمة , وعنوان مجدها , وسبيلها إلى مواطن العز والسؤدد والفلاح )) .