تامر مشرف عام
عدد الرسائل : 3534 العمر : 34 دعاء : السٌّمعَة : 17 نقاط : 2109 تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: نحن عملنا الباب على قدرنا؛ لو كنا عارفين إنكم با تأتوا كنا وسعناه...! الأربعاء مارس 25, 2009 8:06 pm | |
| أشهر مقولاته: لا سالمين سلم ولا حوت بعقله....«عاد الجنان يشتي عقل».
يعتبر من أشهر الشخصيات في المحافظة، عرف أنه ذو حكمة حتى وهو يجوب الشوارع مجنونا،، كيف لا واليه ينسب المثل القائل: «عاد الجنان يشتي عقل». وهذه هي فلسفة الرجل الذي يبدو طاعنا في السن بدسمال شبه ممزق؛ غير انه يحتفظ بنظرة ثاقبة؛ يمعن خلالها النظر في الأشياء كما في الأشخاص؛ يسأل وينتظر الإجابة؛ وإذا سئل جاء جوابه كالعادة مختصرا لا يخلو من فكرة. بعد فترة وجيزة من رحيل الاستعمار الأجنبي عن ارض الجنوب؛ والإعلان عن دولة مستقلة قامت أجهزة الأمن باعتقال المواطن الذي يقال إنه كان يعمل سائقاً لدى أمير الضالع؛ واستمر في السجن سنوات خرج بعدها يجوب شوارع الضالع؛ لكن ليس بسيارة الأمير التي اعتادها؛ انه يمشي على قدمين حافيتين؛ وفي هذه الرواية ما يفيد اتهام عناصر الأمن بممارسات أفضت به إلى الجنون؛ غير أن مسئولا سابقا في ذات الجهاز قال للنداء إن السلطة كلفت حوات بنقل الماء للسجناء؛ وعندما لاحظت تعامله السيئ واستهتاره بالعمل؛ كان مصيره الاعتقال؛وهو بهذا يرجح أن يكون حوات قد اخترع فكرة الجنون ليفلت من العقاب. عندما وصل نبأ اغتيال الرئيس الأسبق سالم ربيع علي (سالمين) إلى حوات وهو في السجن أطلق مقولته المشهورة (لا سالمين سلم ولا حوات بعقله) عبارة اشتهرت شهرة صاحبها؛ فهي تؤرخ لحدثين هامين على الأقل بالنسبة لقائلها: رئيس خسر حياته ومواطن فقد عقله. ولعل هذه المقولة باكورة إنتاج لم ينقطع لشخصية بدأت تتحول إلى أسطورة يحفظ الضالعيون كثيرا من مضامينها، واليها تعزى معظم الأقوال حتى وان كانت صادرة عن غيره؛ وفي الآونة الأخيرة آثر حوات العزلة والابتعاد عن الأضواء ربما تقديرا منه لان الشارع الضالعي لا ينقصه مثل كلامه الناقد بسخرية لاذعة. وقف حوات يوما بعد إعلان الوحدة بجوار مدخل صغير لسوق القات، وسمع احد القادمين من المناطق الشمالية يتذمر من ضيق المدخل ويتساءل: لماذا لم يوسعوه؟ فاقترب منه حوات وقال بلكنة لا يجيدها غيره:
(نحن عملنا الباب على قدرنا؛ لو كنا عارفين إنكم با تأتوا كنا وسعناه) العبارة ذاتها صارت تتردد في أكثر من موقف. تغيرت الضالع من مديرية إلى محافظة بفعل قرار جمهوري صدر عام 1998م غير أن حوات له رأي آخر، يقول:
(الضالع هي الضالع بس أنا كنت مجنون مديرية واليوم أصبحت مجنون محافظة) إلا أن الضالع كأي محافظة يمنية تحتفظ بقائمة من المجانين بالطبع غير حوات وهم يتواجدون بكثرة في الأسواق الرئيسية والشوارع المزدحمة؛ حيث يمارسون طقوسهم اليومية دون اكتراث بما حولهم...أو هكذا يبدو حالهم.. وكما يفتقر أبناء المحافظة لمرافق خدمية عديدة يفتقر المجانين – وهم أبناؤها أيضا – إلى مصحة نفسية،، وان تخلو محافظة بأكملها من مصحة نفسية أمر يدعو إلى الغرابة؛ لكن لا يبدو أن هناك ما يبعث على القلق إزاء ذلك، فالبعض يعتبر قلة عدد المجانين سببا كافيا لعدم التفكير الجاد في أهمية وجود مصحة؛ بينما مصادر في مكتب الصحة قالت للنداء إن مشروع المصحة النفسية يأتي ضمن مشاريع الخطة الخمسية من قبل وزارة الصحة؛ وحاليا يوجد في مستشفى النصر الحكومي طبيب واحد للأمراض النفسية؛ ونظرا لعدم وجود أدوية ومعدات لازمة تتعذر المناوبة باستمرار وبالتالي لا يتم استقبال أي حالة. وإذا كان الجنون فنون فإن محترفي هذا الفن يتمايزون فيما بينهم، حيث ينطوي البعض في مكان لا يبرحه؛ فيما يؤثر الباقون التحرك في الأسواق والبحث عن أماكن تجمع الناس. (حكيم) يبدو مكتمل البنية لا يكترث بما يرتدي من ثياب، لكنه يحتفظ بعلاقات واسعة، خاصة مع بعض المسئولين والوجاهات الاجتماعية؛ ودائما يوظفها في الاستحواذ على مبالغ مالية كبيرة لا يحوزها غيره؛ كما انه يواظب باستمرار على حضور معظم الفعاليات وترديد الهتافات المناسبة في كل فعالية،، فإذا كان يجيد تحية العلم والسلام الجمهوري في فعالية رسمية، فهو أيضا يتقن تمجيد الحزب الاشتراكي ورموزه في فعالية أخرى. وفي السنوات الأخيرة استقبلت السوق عددا من المجانين الجدد منهم من المحافظة نفسها وآخرون وفدوا على الضالع من مناطق أخرى؛ وهؤلاء في معظم الأحوال محل شك من قبل المواطنين الذين يتصورون أنهم مخبرون يطلون على الشارع من نافذة الجنون!!! | |
|