شر الذكور على مر العصور

سُئلت ذات مرة عن شر الرجال فأجبت بكلام مرتجل وكان على عجل فقلت : إن من شر الرجال مخادع الأصدقاء وقاطع الأقرباء , والرجل البخيل الذي يعطي لضيفه القليل و أيضاً كثير التبذير لأنه قد يكون فيما بعد فقير , والعالم بشرع الله الكاتم له عن عباد الله , والذي يعلم ولا يعمل بما يعلم والذي يعمل بما لا يعلم , والمتشبه بالنساء في المظهر والكساء , والذي يكثر النقد الهجاء سواءً كان واقفاً أو راقداً على السرير فهو في سبه لك يريد أن تجاريه في هجائه كالفرزدق وجرير , ومن شر الرجال الرجل الانطوائي فهو سيُعدي أهل بيته بشكل وبائي فزوجته تقول في نفسها من سيطرق بابي وزوجي في البيت منطوي و على نفسه منّزوي , ولتحذر الزوجة من الرجل كثير الملاحظة والتدقيق فهو لن يكون على امرأته رحيماً أو شفيق وسيقول لماذا طبخت بالسميد ولم تطبخي بالدقيق , فملاحظته تكون في أشياء سخيفة وتكون على نفس المستمع ثقيلةً لا خفيفة , ومن شر الرجال زائغ العين فهو يطارد النساء في كل حين و في الأسواق يجري خلف النساء سواءً في الصباح أو المساء , الرجل الكسول لأن شبابه مقتول ولن ينشط في شيبه فهذا غير معقول !! , والمراهق في كِبر المحروم منها في الصِغر , والرجل المغرور الناظر لك من برجه العاجيّ في القصور ولم يعلم أن جسده سكون هباءً منثور , والرجل الذي جسمه كالبعير وعقله كالعصافير وفيهم قال الشاعر :
لا بأس بالقوم من طول ومن قِصَرِ .... جسمُ البغالِ و أحلامُ العصافيرِ
ومن شرار الرجال والشُبّان المجاهر بالعصيان عند الأهل والخِلاّن فهو لم يخشى الرحمن , والراضي بالخَبَثِ على أسرته ولم يستحي من فعلته , والمسترجل على الأنثى و أمام الرجال حاله يُرثى , والمُفوّتُ للأجر في رمضان كما فوته في بقية الشهور والأزمان , والرجل المنافق ومن كان له موافق فهؤلاء شر الذكور على مر العصور ( أرجو أن يكون جوابي قد وفى فكلامي قد انتهى ولكن للحديث بقية إن لم تُنتهي القضية ) .