ألعــــــــائد ،،،

وجد نفسه جالساً في نهاية السكة,,
يعض أنامله حزناً,,
آه من دنيا النكد,,
آه من القسوة,,
آه من الحظ العاثر,,
لقد ذهبت الاماني صدا,,وتوارت الى غير رجعه,,
وها أنا ذا,,أنتهى بي المقام على عتبات اليأس,,
وقد أنقطعت السبل,,وضاق الصدر,,وأختنقت الانفاس,,
فلا ونيس يأنس الوحشة,,ولا خليل يمزق وشاح الهم,,
ولا ماضي يشفع لواقع الحال,,
لقد ضاعت الاحلام,,حينما أرتطمت بالاوهام,,
فذابت أوراق الحب,,
وماتت زهور الخيال,,
وأختفت الحياة السعيدة من وجه الزمن,,
ولم يبقى منها سوى حسرات تدمي الفؤاد,,
آه من نار الألم,,
وسنابل العمر تتدلى على عناقيد الليل الطويل,
تكاد السنين أن تلتهمها,,ليسقط الغصن جثة هامدة,,
ولم تدركة البسمه يوماً,,
ولم ترويه ينابيع الفرحه المتدفقة من العيون المرسومه في جبين السحاب,,
نعم لم ترويه,,
فكان يرفرف على جناح السراب,,
فلما هبط وجد نفسه جالساً في نهاية السكة,,,
فلم يدري إلى أين الرحيل وقد أنكسرت أشرعته وتحطمت مجاديفة,,
تلطمه رياح الحيرة تارة,,,وتارة تسوفه أعاصير التيه,,,
وبينما هو غارقاً في بحر اليأس,,
هبت نسمة باردة,,,,فتحت أمام عينيه نافذة أمل,,
فأنتفض كالطائر بلله الماء,,
وأستوى قائماً,,
وإذا بشيخاً طاعناً في السن يهدّي من روعه,,
لا تخاف يا بني,,إنما أنا عابر سبيل,,
فتنهد زفرة مطمئنة,,وتراجع الى مكانه,,
فقال الشيخ ما بالك؟؟؟
فقص للشيخ ما يعتلج في خوالج أعماقه والدموع تتساقط من مقلتيه تترى,,
فوضع الشيخ يده على كتفه قائلاً::
يا بني هناك طريقاً لا يظل من سلكه,,ولا يشقى من تبعه,,
فقال دلني عليه ولك ما تريد,,,,
فتبسم الشيخ وأخذ بيده وأختفيا............
وما هي إلا أيام قلائل,,وجد العائد نفسه في رحاب التفاؤل,,
وقد أستحال قنوطه الى بشرى,,وحزنه الى بهجة وسرور,,
وهمه الى فرج,,وضيقة الى سعة,,
وقد أسدل على الماضي التعيس ثوب السعادة,,
وودع آثاره خلف الشمس,,,
كيف لا وقد عرف طريقه الى معية الله,,
وخض في موكب مصابيح الهدى,,
معانقاً قناديل الباقيات الصالحات,,متمسكاً بالعروة الوثقى,,
ماداً حبال الرجاء,,الى رحمة السماء,,
فكلما لفحته مصيبه ناجأهُ,,وكلما ألمّت به حاجه دعاهُ,,
وإذا أشتاق لنفحات الرحمن,, لجأ الى محراب الايمان,,
فتتسلل الى أغواره روحانية تعكس نورها الرباني على ملامح وجهه الوضأ,,
فيتلألأ كالكوكب الساطع,, نوراً على نور,, وكأن الروح تزفهُ الى دار الخلود,,
فيشعر براحه غامرة تعوّضة عن فقدان ملذات الحياة,,
يا للبشرى,,,,
كيف كانت حياته قبل هذا؟؟ وكيف صار حاله اليوم؟؟؟
فكم نحن بحاجه الى القرب من الله في هذا الزمن,,
ألا عودة إليه؟؟؟؟ إلى متى إذن؟؟؟........