نستعمل (قد) في كلامنا، وقد لا يدرك بعضنا معناها أو قد يستعملها في معنى غير مناسب وقد يعرف لها معنى واحدا، فإن قرأها في عبارة تحمل معنى آخر ظن أن العبارة خاطئة، أوأشكل عليه فهم مضمونها وقد يحدث ذلك في القرآن الكريم أحيانا.
أعرض عليكم بعض معاني (قد) لتوضيحها، وإزالة أي لبس أو غموض في معانيها خاصة في القرآن الكريم
(قد) تكون اسم فعل بمعنى (يكفي)، وتأتي اسما (وهو قليل)، وتكون حرفا يدخل على الفعل غير مقترن بالسين أو سوف أو نواصب أو جوازم
و (قد) الحرفية لها معانٍ أشهرها:
اـ التوقّع : قد يهطل المطر
ب ـ تقريب الزمن الماضي : قد عاد المنتدى.. أي في الماضي القريب
ج ـ التقليل: قد يفلح الكسلان
د ـ التكثير: : قال تعالى : "َقدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ "(البقرة:144) أي نرى هذا الفعل منك واقعا بكثرة
هـ ـ التحقيق: قال تعالى : "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" (المؤمنون:1
و ـ تأتي أحيانا بمعنى ربما كما تقول : قد يكون كذا وكذا
وبهذا يتبين لنا أن بعض الآيات التي نظن أن فيها نقصا في علم الله والعياذ بالله إنما النقص ليس في الكلمات بل في قلة فهمنا ومعرفتنا لمعاني كلمات لغتنا العظيمة
أمثلة:
"أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور:64)
"لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63)
"قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب:18