دعاء الشامي - عشرينات – القاهرة – 5/11/2007
يا فلسطينية والغربة طالت كفايا
والصحرا أنّت من اللاجئين والضحايا
والأرض حنّت للفلاحين والسِقايا
والثورة غاية والنصر أول خطاكو
كلمات كتبها أحمد فؤاد نجم منذ ثلاثة عقود، وحلم من خلالها أن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى أراضيهم رافعين رايات النصر والثورة على العدو.. مثل هذه المعاني يتذكرها الآن ما يقرب من 7000 شاب عربي على موقع الـFacebook، هم أعضاء مجموعة Group يحمل شعار: "ارفع راسك أنت فلسطيني".
ويتضح لكل من يقوم بزيارة المجموعة، أنها أقرب إلى قاعدة بيانات لفلسطينيي الشتات، فأعضاء المجموعة الذين وصل عددهم حتى كتابة هذه السطور إلى 6798 فلسطينياً، تتنوع أماكن إقامتهم، بين المشرق والمغرب، فهم يتحدون في الجنسية ويتفقون على هدف واحد، وهو: "الدفاع عن قضية فلسطين والفخر بالجنسية الفلسطينية".
شو راح تختار؟"ريم"، إحدى العضوات حركت المياه الراكدة داخل المجموعة، حينما طرحت على الجميع سؤالاً أثار جدلاً كبيراً، وهو: "لو خيروك بين حياة رائعة ومستقبل أروع بالغربة وبين العودة لفلسطين بوضعها الحالي تحت الاحتلال.. شو راح تختار؟"
22 تعليقاً وصلت رداً على السؤال، بعضهم صرح بأنه يتمنى العودة إلى فلسطين في ظروفها الحالية، وآخرون اختاروا البقاء في الخارج وبناء مستقبل متميز، ثم العودة عندما تتحسن ظروف فلسطين؛ لأن العودة الآن لن تفيدهم ولا بلادهم..
أما أولئك الذين يعيشون بالفعل في فلسطين، فلا يريدون أن يخرجوا منها مهما كانت الظروف ويفضلون الحياة هناك حتى لو كانت صعبة..
"كيف تعرف أنك فلسطيني؟" سؤال آخر طرحته "ياسمين" من داخل الأراضي الفلسطينية، على جميع الأعضاء، ورغم أن السؤال قد يبدو غريبا على أذنك، ولكنك حتماً ستعرف ما تقصده من خلال تلك المقطوعة النثرية التي كتبتها "ياسمين"، لتوضح من خلالها تلك المعاناة التي عاشها الفلسطينيون سواء على أراضيهم أو في خارجها، وبالتالي تجعلهم مميزين أكثر من غيرهم من بني البشر، وتقول المقطوعة:
"إن كنت تعلم أنك ولدت مع حكم بالإعدام.. وإن كنت تسير نحو حتفك دون اهتمام فاعلم أنك فلسطيني.. إن كان نشيدك نشيد الشهادة.. والموت بالنسبة لك ولادة فأنت فلسطيني.. إن عشقت الموت.. ورددت الشهادة بأعلى صوت فانت فلسطيني.. إن حطمت الأصفاد.. وحملت مفتاحا لمنزل رُحِّـل منه الأجداد.. فأنت فلسطيني.. إن كان زفافك بين زخات الرصاص بين اكتاف الرفاق.. على خرير دموع امتزجت بالفرحة وحرقة الفراق.. فأنت فلسطيني.. ويكفيك فخراً أنك فلسطيني"
لماذا أنت فلسطيني؟ولكن يبدو أن مداخلة ياسمين لم تكن كافية للتعرف على هوية الفلسطيني وتمييزه عن غيره إذ طرح أحد الأعضاء موضوعاً للنقاش عنوانه: "لماذا أنت فلسطيني؟"
16 تعليق جاءت مختلفة أيضاً رداً على السؤال، هناك من سرد دواعي الفخر بأنه ينتمي إلى أرض مقدسة مثل فلسطين، والبعض الآخر شرح كيف أنه يعتز بجنسيته بالرغم من مولده وحياته التي قضاها في مكة، في حين استنكر البعض السؤال من أصله، متسائلين: "يا هذا كيف تسأل هذا السؤال".
أما "سوسن الخضرة"، التي تعيش في السعودية، فقد كان لها دور في تغيير مثار الحديث داخل المجموعة، عندما عرضت كلمة للدكتور عائض القرني تتحدث عن أساليب جدية يجب أن يقوم بها العرب والمسلمون من أجل الوصول إلى النهضة الإسلامية، مقارناً بين ما يفعله الشباب العربي، وبين ما يقوم به شباب أمريكا وتايوان في نفس السن".
راح نرجعهذا عن المحادثات والمداخلات الكلامية التي نشرت على المجموعة حتى الآن، أما عن الصور فوصلت الى حوالي 255 صورة، توضح روح التحدي والفخر داخل هؤلاء الشباب فنجد العلم الفلسطيني وصورة حنظلة لناجي العلي، وبصمة يد على شكل العلم الفلسطيني، إلى جانب مجموعة كبيرة من الصور لرموز الشعب الفلسطيني من حنظلة وياسر عرفات ومعهم الشهداء مع صور قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
أما ملفات الفيديو التي رفعت على الموقع، فأغلبها كانت أناشيد وطنية فلسطينية وأغاني نضالية لفيروز، ولكن أكثرها تأثيرا قصيدة "سجن عكا" التي رفعها "مغترب ع الحدود" وحولها إلى ملف فيديو يحكي عن أسرى فلسطين ومن حكم عليهم بالإعدام...
والعضو نفسه رفع فيديو آخر يحكي فيه عن أطفال فلسطين وما حل بهم على يد الاحتلال الآثم.
بعد زيارتك للمجموعة ستشعر أنك ترى برتقال "يافا" يتساقط بين يديك، وستشم رائحة الزيتون تغمر أنفك وبعدها انتظر أن تحكي لك الجدة تفاصيل الحياة هنا قبل نصف قرن من الآن...