بر الوالدين
مع الأيام الأخيرة من رمضان، جلست أنا وأختي، وأخذنا نتحدث كيف مضى هذا الشهر الجميل بسرعة كبيرة كعادته كل سنة، وكيف هو شهر مطلوب منا فيه الطاعة والعبادة. قالت لي أختي: أليس من الأمور المستحبة في رمضان صلة الرحم وبر الوالدين؟
قالت: صلة الرحم وبر الوالدين مطلوبان في كل وقت، ولكنهما في رمضان أكثر استحبابًا، لأن رمضان هو شهر الودّ والمحبة وشهر اجتماع الأسرة وتقاربها.
قالت: وهل تحفظ شيئًا مما وصى به ديننا عن بر الوالدين؟
قلت: نعم أحفظ قال تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، وقال: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بصحبتي؟
قال: "أمك"، قال: ثم من؟، قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك ثم أبوك"، وقال صلى الله عليه وسلم: "بر الوالدين أفضل من الصلاة والصدقة والصوم، والحج والعمرة، والجهاد في سبيل الله".
قالت: يا الله، كم نحن مقصرون في حقهما رغم الثواب العظيم الذي أعده الله لمن أطاعهما، ولكن كيف نستطيع أن نكون بارين بهما؟
قلت: لا أدري بالتحديد، ولكني أظن أننا علينا أن نطيعهما في كل ما يطلباه منا، فلا نكذب عليهما في شيء، وأن نساعدهما في أعمال المنزل، وأن نزور أهلنا وأقاربنا، لأن في زيارتهما إسعاد لهم، وبالتالي إسعاد لوالدينا.
قالت: أظن أن اجتهادنا في الدراسة يدخل في بر الوالدين لأن هذا الأمر يسعدهما.
قلت: أحسنت، نعم هذا أمر مهم، إن اجتهادنا الدراسي جزء مهم من طاعتنا لوالدينا يغفل عنه الكثيرون، ولذلك يجب التنبيه وتذكير جميع أصحابنا بذلك.
قالت: وماذا سنعمل الآن؟
قلت: أهم شيء أن نفكر ثانية في علاقتنا بوالدينا، خاصة في العيد، حيث تعم الفرحة الجميع، ووالدينا هما أولى الناس بإفراحهما.
قالت: فلنتفق على ذلك.
قلت: اتفقنا، فهيا إذن إليهما لنقبل يديهما، ونجدد حبنا لهما.
أضف إلى معلوماتك:
الربيع بن خُثيم
هو الربيع بن خثيم بن عائذ، الإمام القدوة، العابد ، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس له صحبة، قال فيه عبد الله بن مسعود: "يا أبا يزيد لو رآك النبي صلى الله عليه وسلم لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرتُ المخبتين-أي: الخاشعين لله-".
كان شديد الخوف من الله تعالى، قالوا: صحبت الربيع عشرين عامًا ما سمعت منه كلمة عتاب، وسئل يومًا: كيف أصبحت؟ قال: ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا. وكان يقول: ما أنا عن نفسي براض، فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، تعالى في ذنوب الناس.
وكان يحب أن يخفي عمله، فإذا نشر المصحف وجاءه رجل غطى المصحف بثوبه حتى لا يراه أحد، وكان يحب أن يعطي خير ما عنده لله، فإذا جاءه مسكين قال: أعطوه سكرًا فإن الربيع يحب السكر، وكان يعطي للسائل رغيفًا ويقول: إني استحي أن ألقى ربي وفي صحائفي نصف رغيف.
وكان الربيع رحيمًا حتى بمن يؤذيه، فقد سُرق منه فرس، فقال له أهل المجلس: ادع الله عليه، فقال: بل أدعو الله له "اللهم إن كان غنيًا فاقبل بقلبه، وإن كان فقيرًا فأغنه".
من أقواله:
أقلّوا الكلام إلا بتسع: تسبيح، وتكبير، وتهليل، وتحميد، وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءة القرآن.
ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت.
لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي.
أكثروا من ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله، فإن الغائب إذا طالت غيبته وجبت محبته وانتظره أهله وأوشك أن يقدم عليهم.
وفاته:
توفى الربيع قبيل سنة خمس وستين وكانت وصيته: "هذا ما أوصى به الربيع على نفسه وأشهد الله وكفى بالله شهيدًا وجازيًا لعباده الصالحين ومثيبًا، إني رضيت بالله ربًا، وبمحمد نبيًا، وبالإسلام دينًا، ورضيت لنفسي ومن أطاعني بأن أعبد الله في العابدين، وأحمده في الحامدين، وأنصح لجماعة المسلمين"
الفرحة وهلال رمضان
مدفع الإفطار وفانوس
رمضان
لماذا نصوم
أول سنة صوم
قرآني في رمضان
بداية جديدة مع معدتي
الفتح الأكـبر
بلاط الشهداء
شهر الخيرات
عين جالوت
يوم عمورية
منيب في رمضان
التراويـح
حوت يونس عليه
السلام
أصحاب الغار
اصح يا نائم
الاعتكاف
العابد والشجرة
ليلة القدر
معركة المنصورة
فتح بلاد البلقان