|
زيارة عباس تطرح الكثير من التساؤلات عن خياراته المستقبلية (الفرنسية) | عوض الرجوب-الضفة الغربية
بعد تسريبات عن شعور الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإحباط من نتائج لقاءاته في واشنطن مع الرئيس الأميركي جورج بوش وأركان إدارته، تطرح الكثير من التساؤلات عن الخيارات المستقبلية ومستقبل العملية التفاوضية مع إسرائيل. وفي حين تنتظر المستويات الرسمية في الأراضي الفلسطينية عودة الرئيس لاستجلاء الصورة بشأن حقيقة ما جرى، يرى محللون ومراقبون أن عباس لم يحصل على ما يريد ونتائج زيارته كانت متوقعة، فيما ذهبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى دعوته لإعلان فشل خيار المفاوضات. وكانت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن قد نسبت في عددها يوم أمس لمصادر فلسطينية قولها إن الإسرائيليين يطرحون على عباس ما مساحته 64% من المساحة الحقيقية للضفة الغربية، بعد استثناء منطقة الأغوار والمستوطنات، وما تسميها إسرائيل القدس الكبرى، فيما يصر عباس على دولة في حدود 67 وهو ما يرفضه الإسرائيليون والأميركيون. أما عن خيارات الرئيس عباس المستقبلية فحددها المحللون في أحاديث للجزيرة نت بثلاث نقاط هي: الاستمرار في المفاوضات غير المجدية أو العودة للمزاوجة بين السياسة والمقاومة أو مغادرة السلطة الفلسطينية.
" أمام عباس خياران: إما إنهاء العملية التفاوضية والاعتراف بفشل إستراتيجيته نحو إقامة الدولة والعودة للمزاوجة بين المقاومة والسياسة، وإما أن يحزم حقائبه ويغادر القضية الفلسطينية " مصطفى الصواف | انتظار ومفاوضات امتنع وزير شؤون الأسرى في حكومة فياض أشرف العجرمي عن تقييم زيارة الرئيس عباس لواشنطن، ورفض تأكيد ما تردد عن فشل هذه الزيارة وقال إنه "من السابق لأوانه الحديث عن الإحباط".وأضاف الجميع بانتظار عودة الرئيس للاستماع منه مباشرة إلى تقييمه لجولته ونتائجها لأن "هناك أقاويل متناقضة فيما يتعلق بنتائج هذه الزيارة" نافيا علمه بوجود طرح إسرائيلي بإقامة دولة تستثني الأغوار والقدس ومناطق الكتل الاستيطانية. لكن بخلاف التريث الذي أبداه العجرمي، يؤكد المحلل السياسي هاني المصري وجود فشل وإحباط واستياء فلسطيني من نتائج زيارة عباس لواشنطن، لكنه قال إن "هذا ليس نهاية المطاف". وأوضح أنه مادام هناك استمرار في المفاوضات فهناك رهان عليها لكنه "رهان خاسر" لن يخرج عنه أي شيء إيجابي للشعب الفلسطيني "لأن الإدارة الأميركية ملتزمة بورقة الضمانات وتحقيق إنجاز لإسرائيل". وأكد المصري أن إسرائيل عرضت على الفلسطينيين خارطة ليس فيها القدس والأغوار، وتوقع استمرار المفاوضات رغم أن "المطلوب هو مفاوضات جادة ومثمرة أو وقف هذه المفاوضات". أما عن خيار تصاعد المواجهة في المرحلة القادمة فأكد أنها قادمة في النهاية "لكن القيادة الفلسطينية حتى الآن تراهن على المفاوضات وبالتالي ستخسر مزيدا من الفرص".
خياران فقط من جهته يجزم رئيس تحرير صحيفة فلسطين الصادرة من غزة مصطفى الصواف أن الولايات المتحدة الأميركية تراجعت عن ما وعدت به الرئيس الفلسطيني بل كشفت عن حقيقتها كما هي.وأضاف أن من يرى في أميركا مساندا للشعب الفلسطيني "لا يفهم طبيعة الإدارة الأميركية ويخدع نفسه" موضحا أن الرئيس الفلسطيني الذي عاش ما أسماه "وهم السلام" خلال الأشهر الماضية "بدأ يعبر فيه عن استيائه لأنه أدرك أن الإدارة الأميركية لا تحمل أي مشروع سلام يعيد الحقوق الفلسطينية". واستبعد الصواف التوصل لاتفاق فلسطيني إسرائيلي "حتى وإن كان هناك مباحثات سرية قد ينتج عنها اتفاق يشبه أوسلو" كما استبعد مضي الإدارة الأميركية في العمل لإقامة الدولة الفلسطينية "وحينها سيدرك عباس وفريق التفاوض التابع له أن لا أمل فيما وُعد به الشعب الفلسطيني". وانتهى المحلل الفلسطيني إلى أن المرحلة القادمة صعبة بالنسبة للرئيس الفلسطيني الذي سيكون أمام خيارين: إما إنهاء العملية التفاوضية والاعتراف بفشل إستراتيجيته نحو إقامة الدولة والعودة للمزاوجة بين المقاومة والسياسة، وإما أن يحزم حقائبه ويغادر القضية الفلسطينية حسب تعبيره
|