مدينة الصدر محاصرة ومهددة بالتقسيم الإسمنتي
القوات العسكرية تحاصر مدينة الصدر منذ شهر تقريباً (الفرنسية-أرشيف)
فاضل مشعل-بغداد
كشف عدد من سكان مدينة الصدر عن معاناتهم نتيجة إغلاق منافذ المدينة الثمانية منذ 25 من الشهر الماضي، والسماح قبل عشرة أيام بالمرور من منفذ واحد فقط بالقرب من ساحة الحمزة جنوبي غربي المدينة.
وفي اتصالات هاتفية مع بعض سكان المدينة المحاصرة قال الشيخ فاهم جابر أحد شيوخ قبيلة بني لام للجزيرة نت إن المدينة تعاني من شح المواد الغذائية ومياه الشرب والخدمات الطبية خاصة إصابة المئات من سكانها في القصف الجوي والمدفعي للمدينة.
وأضاف اللامي بأن كافة المحاولات لإدخال المعونات إلى المدينة لم تنجح "نتيجة الطوق الذي تفرضه القوات الأميركية المدعومة بقوات الحكومة"، مؤكداً أن القوات الأميركية والعراقية لم تتمكن من اقتحام المدينة المكونة من 79 قطاعا يضم كل واحد منها ألف منزل.
تضحيات جسيمة
الحصار حد من توفر المياه والغذاء
والخدمات الطبية في المدينة (الفرنسية-أرشيف)
من جهة أخرى يقر الصحفي جبار الكعبي بوجود من يستحق القبض عليه ومطاردته، لكنه يؤكد أن "هؤلاء المطلوبين شيء وجيش المهدي وقياداته وأوامر القبض على عناصره شيء آخر"، مشيراً إلى أن الربط بهذه الطريقة سيؤدي إلى تضحيات جسيمة من الطرفين إذا قررت الحكومة خوض معركة اعتقال المطلوبين.
ولا تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، حيث ذكر جبار كاظم -صاحب مكتبة في المدينة- أن جماعات مجهولة وجهت إنذارات بمكبرات الصوت للعاملين من سكانها في الجيش والشرطة لترك وظائفهم خلال مهلة تنتهي الخميس وإلا أهدر دمهم. مما يشير إلى معارك طويلة مقبلة رغم أن "نتائج هذا التحذير لم تظهر حتى الآن".
وفي الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لعزل قطاعات المدينة الـ79 بأسيجة إسمنتية لضمان عدم التواصل بين المسلحين داخلها، فإن وفداً ضم أعضاء في جبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني والتيار الصدري زار المدينة أول أمس وأعد تقريراً للبرلمان العراقي يقترح حلولاً أمام الحكومة التي تطالب باعتقال خمسمائة مطلوب من عناصر جيش المهدي يتحصنون داخلها.
ويذكر الصحفي الكعبي أن مدينة الصدر بنيت عام 1961 لإسكان فقراء بغداد وكان اسمها مدينة الثورة ثم تغير إلى مدينة الرافدين عام 1963 ثم عاد اسمها مدينة الثورة مع نجاح البعث عام 1968 قبل أن يتحول إلى مدينة صدام في مطلع الثمانينيات ومنذ احتلال بغداد في ابريل/نيسان 2003 سميت مدينة الصدر.