فقه المرأة .. وما أدراك ما فقه المرأة
أنس زاهد
لم ينل فقه المرأة يوماً ما يناله اليوم من اهتمام ، حيث أصبح فقه المرأة ساحة للصراع بين المجددين والمحافظين .?لكن الصراع بدأ يأخذ بعدا آخر منذ أن دخل طرفا ثالثا على الخط . الطرف الثالث الذي قصدته في حديثي هنا ، هو التيار الذي يهدف إلى تفريغ الإسلام من قيمه الجوهرية بهدف اختراع نموذج للإسلام مفصل على المقاسات الغربية .
الدكتور الباحث محمد شحرور مثلا من النماذج التي تحاول في رأيي عن طريق فقه المرأة ، أن تفرغ الإسلام من مضامينه التي تتصدرها العدالة والحرية والمساواة . إنه وغيره يحاولون اختزال الإسلام في مسألة ما يحق وما لا يحق للمرأة أن ترتديه من الملابس !
طبعا للدكتور شحرور مجهود كبير في تحليل الآيات القرآنية التي وردت بهذا الخصوص . وهو يستخدم منهجا يقوم على تحليل المفردات اللغوية للخروج بدلالة منطقية وقاطعة لكل المفردات موضوع البحث .
لكن الاستنتاجات التي خرج بها المذكور لم تكن مسبوقة أو متوقعة من أي أحد ، ليس لأن الرجل رأى ما لم يتمكن أحد غيره من رؤيته ، ولكن لأنه كان يتعمد أن يلوي عنق اللغة ليثبت وجهة نظر توصل إليها مسبقا ، أي قبل أن يجري عملية التحليل نفسها ..
مما يجعل التحليل فاقدا القيمة لأنه يفتقر إلى ما يقتضيه من تجرد .?من عجائب الدكتور شحرور مثلا أنه أحل ارتداء ملابس السباحة وبالتحديد ما يعرف بـ( المايوه البيكيني ) للمرأة المسلمة . يا عيني !
هكذا وبجرة قلم أصبحت هموم المرأة المسلمة وقضاياها ومعاناتها ، محصورة في إمكانية لبس ( البيكيني ) من عدمه .?قضايا أخرى عجيبة أثارها البعض كقضية جواز إمامة المرأة لجموع المصلين من الجنسين .
وإنني لا أفهم لماذا يتم إثارة مثل هذه القضايا في هذا التوقيت ، وكأننا توصلنا إلى الفصل بين ما هو عرف وبين ما هو تشريع فيما يخص قضية المرأة التي تشهد كل الوقائع على أنها مظلومة في عالمنا .
إننا لم نستطع حتى الآن أن نحسم قضية الخلاف فيما يخص تغطية الوجه التي يرى البعض أنها أصل من أصول الدين ، فكيف نتفرغ لمثل هذه البحوث التي يبدو أنها تتعاطى مع واقع غير واقعنا تماما ؟?فقه المرأة هو مدخل للبعض لاختراع نموذج غربي للإسلام . وتبقى هويتنا دائما هي الهدف.