حناطير الخليل": عبق التاريخ وسحر الماضي السحيق

حركب الحنطور واتحنطر" كلمات لأغنية شعبية مصرية ذات ارتباط وثيق الصلة هذه الأيام في مدينة الخليل القديمة بالضفة الغربية، حيث عبق التاريخ وسحر الماضي السحيق لأحياء وأسواق عتيقة تتربع على أرض المكان منذ خمسة آلاف عام.

حناطير الخليل": عبق التاريخ وسحر الماضي السحيق 7nater

حناطير الخليل": عبق التاريخ وسحر الماضي السحيق 7nater

وللمكان (البلدة القديمة) في الخليل قداسة الأنبياء حيث قبور إبراهيم وزوجته سارة ويعقوب وزوجته عليهم السلام، ورائحة التوابل، والحلقوم المعطر، والقهوة الأصيلة، والسكافية، والسمكرجية، ومطارق الحدادة العربية، وأصوات الباعة المتجولين على امتداد الأسواق المسقوفة من ميدان البلدية القديمة وصولا إلى الحرم الإبراهيمي عبر حي القصبة وأسواق اللبن والقزازين.

إذن هي الحميمية الدافئة التي أفصحت عنها معمارية المدينة قبل خمسمائة عام، وهي الحميمية نفسها التي ما تزال معلقة على خيط انتظار لانتشال المدينة من وطأة المحتلين الثقيلة.

وتقول المعطيات المتوفرة عن تاريخ مدينة الخليل وحضارتها، أن أول إشارة وردت عن مدينة الخليل التي كانت تنحصر في مجموعة من البيوت فيما يعرف بالبلدة القديمة الآن تعود إلى الحفريات التي جرت في الأربعينيات من القرن الماضي، والتي أسفرت عن اكتشاف العديد من الأرضيات المرصوفة إضافة إلى أوانٍ فخارية وطينية وجيرية تعود إلى فترة ما قبل العصر البرونزي الأول في فلسطين (2900-3100 ق.م) حيث كانت هذه المدينة تابعة إلى حكم الادوميين.

وتعرضت المدينة (البلدة القديمة) للعديد من الغزوات: دخول "يوشع" وتدميره للمدينة، وتكرر الحرق والتدمير والقتل أثناء غزو الفرس في العام 614 ق.م، واحتلال الصليبيين للمدينة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي في أعقاب انتصاره على الصليبيين في معركة حطين العام 1187م وأعاد بناء المدينة التي سكنها إبراهيم عليه السلام في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ودفن هو وأبناؤه وزوجاتهم فيها.

وشيد الإمبراطور الادومي "هيرودت" في القرن الميلادي الأول صيرا حول القبور، تحول بعد الفتح الإسلامي إلى مسجد ما يزال قائما حتى الآن فيما يعرف بالحرم الإبراهيمي الشريف، وفي العام 1967 احتلت المدينة كباقي مدن وقرى الضفة الغربية من قبل إسرائيل التي سارعت بدعم الاستيطان داخلها لإنجاز الحلم الصهيوني بإقامة ما يسمى "الخليل اليهودية".

وفي صورتي المدينة، القديمة والحديثة، تفصح المعطيات عن جرعات زائدة من المرارة في الإجراءات العسكرية الإسرائيلية المطبقة بهدف تأمين حماية للمستوطنين، إضافة إلى وقائع أخرى تكشف عن فداحة المحنة التي منيت بها مدينة تتنفس على مدار الوقت رائحة القهر.

بالأمس حُقنت المدينة القديمة بالأمل من جديد في عودة الحياة إليها، عندما أطلقت لجنة إعمار الخليل مشروعاً لتسيير عدد من العربات المجرورة بواسطة الخيول (الحناطير)، وسط أغانٍ تراثية وشعبية أطلقتها حناجر عشرات الفتية الفرحين ".. أنا حركب الحنطور واتحنطر"، في خطوة اعتبرها مراقبون مهمة لمواجهة تدابير الحصار والإغلاق الإسرائيلية التي تمنع التنقل.

وقال مدير عام الشؤون الإدارية في لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، إن إطلاق المشروع الذي تموله القنصلية البريطانية، يستهدف إضافة إلى تنشيط الحركة السياحية للبلدة القديمة، تمكين المواطنين من الوصول إلى منازلهم ومواجهة التدابير العسكرية الإسرائيلية المشددة التي تعرقل تنقلهم من وإلى البلدة القديمة، فضلاً عن أن المشروع يشكل خطوة باتجاه استعادة موروث حضاري وثقافي كان معمولا به في المدينة قبل اختراع وسائل النقل الحديثة، وهي وسائل باتت ممنوعة من الاستخدام في البلدة القديمة بذرائع أمنية إسرائيلية.

فيما اعتبر محافظ الخليل حسين الأعرج تجربة تسيير عربات مجرورة بواسطة الخيول في البلدة القديمة تجربة رائدة باتجاه تعزيز وتنشيط الحركة التجارية والسياحية في المنطقة، لافتاً إلى أن هذه التجربة من شأنها أن تتواصل وتتطور.

ويشكل مشروع تسيير الحناطير داخل البلدة القديمة، حسب رئيس لجنة الإعمار علي القواسمي، محاولة لمواجهة العراقيل الإسرائيلية في وجه تنقل المواطنين والسائحين، لافتاً إلى أن الحل الأمثل لعودة الحياة إلى أسواق البلدة القديمة وأحيائها، يتحقق بالأساس في زوال الاحتلال وإخراج المستوطنين من المباني والعقارات التي يواصلون احتلالها.

ناشطة بريطانية في فريق السلام المسيحي المقيم بالخليل، لم تخف حزنها بسبب الممارسات الإسرائيلية ضد المواطنين وأصحاب المتاجر في البلدة القديمة من المدينة، غير أنها في الوقت ذاته عبرت عن سعادتها للمشروع الذي من شأنه مساعدة السكان على البقاء والعيش في المنطقة.

واعتبر أصحاب مصالح تجارية في حي القصبة تجربة تسيير الحناطير في أسواق المدينة القديمة، خطوة جسورة لمواجهة أطماع المستوطنين المتطرفين أمثال باروخ مارزيل ونوعام فدرمان، الذين خرج من وسطهم السفاح باروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصليا في الحرم الإبراهيمي فجر يوم الجمعة 25/2/1994.

(وفا)

زائر

[size=29] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/size]

مشكورين بتذكيرنا بروعة الأماكن والمحببة إلى القوب جميعها ونتمنى من الله أن يفك أسرها وأسر كل البلدان الفلسطينة

حتى يسعد أهلها بالعودة ونسعد جميعنا بعودة السلام إلى كل بقاع الأرض اللهم أمين وفى انتظار مزيدكم بكل خير وسلام يارب

» صبي أوزباكستاني يخترع "أفضل محرك في التاريخ"
» التجنيس بالبحرين: شعار "الحق المكتسب" ونيران "التبديل الديمغرافي"
» "موتور ترند": "تويوتا توندرا" أفضل شاحنة لـ2008
» "أوبل" تسحب 166 ألف سيارة بسبب خلل في "فرملة اليد"
» فقهاء لـ"فلسطين ": الهجرة من غزة لا تجوز شرعا إلا في حالة الضرورة "