محقق اغتيال الحريري: أدلة حول وجود وارتباطات الشبكة المنفذة
نشرت في 2008-04-09
كشف دانيال بلمار، رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، أن اللجنة باتت تمتلك أدلة حول وجود الشبكة الإجرامية التي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال في 14 شباط 2005 وارتباطاتها المحتملة.
وقال المحقق الدولي، الذي تولى منصبه مؤخراًَ خلفاًَ للبلجيكي سيرج براميرتس، أمام مجلس الأمن الثلاثاء إنه بحاجة للمزيد من الوقت لتحديد هويات المتورطين في العملية، بينما قال ممثل لبنان في الجلسة إن بلاده، التي توجه القوى الممسكة بالسلطة فيها أصابع الاتهام نحو سوريا، لا تريد استخدام الملف "للثأر والانتقام."
وخلال جلسة الاستماع التي قدم فيها بلمار رسمياً تقريره الأول حول التحقيق في الجريمة والتقرير العاشر الذي تقدمه اللجنة ككل منذ بداية عملها مع المحقق الألماني ديتلف ميليس إن الشبكة التي يجري الحديث عنها "عملت بصورة منسقة" على تنفيذ الاغتيال.
وأضاف المحقق الكندي الأصل إن التقارير السابقة للجنة التحقيق كانت قد أشارت إلى فرضية وجود الشبكة لكن الأدلة التي باتت بحوزته: "تثبت وجودها وصلاتها" وفقاً لأسوشيتد برس.
وذكر بلمار أن الأدلة المشار إليها تثبت أن الشبكة راقبت الحريري لفترة قبل اغتياله وأنها نشطت في يوم الاغتيال، كما استمرت بعض خلاياها نشطة خلال الفترة الزمنية التي أعقبت تنفيذ العملية والتي شهدت أيضاً عمليات اغتيال أخرى تدخل ضمن اختصاص عمل اللجنة.
وطلب بلمار منحه المزيد من الوقت على رأس لجنته بما يتجاوز المهلة السابقة التي تنتهي في 15 يناير/حزيران المقبل، قائلاً إن العمل جار حالياً على تحديد هوية أعضاء الشبكة الإجرامية
بالمقابل، قال السفير نواف سلام، الذي ألقى كلمة لبنان خلال الجلسة، إن رغبة بيروت بالتوصل إلى الحقيقة في جريمة الاغتيال لم تكن يوماً "من أجل الثأر أو الانتقام" بل لأن في معرفة الحقيقة "ما يساعد (شعب لبنان) على بلسمة جراحه،" على حد تعيبيره.
كما نوه سلام بما قال إنه "نتائج ملموسة" توصلت إليها اللجنة "استنادا إلى الأدلة التي تواصل جمعها،" لاسيما لجهة تمكّنها من التأكيد أن عملية الاغتيال هي من تدبير شبكة إجرامية وأن أجزاء من هذه الشبكة مرتبط بعدد من الجرائم الأخرى.
يذكر أن اغتيال الحريري فجّر غضباً شعبياً في لبنان، نجم عنه تحالف سياسي يضم قوى مسيحية وسنية ودرزية تحت اسم 14 آذار، شكل ضغطاً سياسياً وشعبياً أسفر عن خروج القوات السورية من لبنان بعد عقود من وجودها فيه، وقد وجهت هذه القوى أصابع الاتهام بالجريمة نحو دمشق التي توترت علاقتها بالحريري قبل اغتياله.
ويعاني لبنان حالياً انقساماً سياسياً بين قوى 14 آذار التي سيطرت على الحكومة ومجلس النواب، وبين المعارضة التي تقودها قوى شيعية ومسيحية، في مقدمتها حزب الله، على صلة بدمشق وطهران، وقد أدى هذا الانقسام إلى عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقد أعقب اغتيال الحريري وقوع عدة أعمال أمنية كبيرة في لبنان، بينها عمليات اغتيال طاولت نواباً ووزراء وإعلاميين، إلى جانب هجمات استهدفت الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب.