سود شعور لدى الفلسطينيين بتقصير إسلامي وعربي في دعم مدينة القدس المحتلة، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي إجراءاته العسكرية ضد أهالي المدينة.
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أكد ضرورة الرد على مشروع التهويد الصهيوني بمشروع عربي وعدم الاكتفاء بالبيانات والاستنكارات، موضحا أن مأساة القدس تكمن بغياب مشروع عربي إسلامي وباستمرار الفتنة الفلسطينية الداخلية، فيما يواصل الاحتلال تهويد المدينة وتغيير معالمها وسرقة هويتها. |
المطران عطا الله حنا اعتبر أن مأساة القدس تكمن بغياب مشروع عربي إسلامي (الجزيرة-أرشيف)
|
وقال المطران حنا للجزيرة نت أن مأساة القدس تكمن بغياب مشروع عربي إسلامي وباستمرار الفتنة الفلسطينية الداخلية، فيما يواصل الاحتلال لتهويد المدينة وتغيير معالمها وسرقة هويتها.
ولفت المطران حنا إلى حاجة القدس لدعم سياسي ودبلوماسي ومالي لها ولمؤسساتها وأهلها، وقال إنه لا يشكك بوطنية الأمتين العربية والإسلامية لكن هناك ضرورة فائقة لتفعيل التضامن الرسمي معها أفعالا لا أقوالا.
وأضاف أنه لو وظف العرب والمسلمون ما بحوزتهم من طاقات لما ظلت القدس أسيرة تستغيث دون مجيب، معبرا عن أمله أن يصحو من سماهم النائمين لتأدية واجباتهم الدينية والقومية تجاهها.
انتقادات
أما عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس جميل حمامي فأكد بدوره وجود مسؤولية تتحملها الجماهير والشعوب الإسلامية والعربية وأخرى يتحملها المستوى الرسمي، مشيرا إلى أن الشعوب قلبا وقالبا مع القدس، "لكن الموقف الرسمي لم يصل للمطلوب، وهو الذي يوجه له الانتقاد المباشر.
|
الحركة الإسلامية تسير عشرات الحافلات لدعم القدس وسكانها اقتصاديا ومعنويا (الجزيرة نت)
|
وقال حمامي للجزيرة نت إن إسرائيل تقدم يوميا على تغيير معالم القدس وواقعها، وإنها تشن هجمة شرسة على سكانها بطردهم من منازلهم وهدمها، وإجبارهم على العيش في الشارع، دونما أن يقابل ذلك بموقف من الجهات الرسمية الإسلامية والعربية أو حتى المستويات الرسمية الفلسطينية.ونبه حمامي إلى أن عدم رقي الدعم الإسلامي للمستوى المطلوب، حتى بالشجب والاستنكار الصريح، أعطى إسرائيل ضوءا أخضر أن تفعل ما تريد، محملا مسؤولية ذلك للعالم الإسلامي والعربي وعلى المستويين الرسمي والشعبي.
أما مدير مركز الأبحاث الإسلامية بجامعة القدس الدكتور مصطفى أبو صوي فأكد أن الاحتلال يعمل دوما على تهويد القدس وأسرلتها، وأن المسلمين والعرب لم يقدموا خطة بديلة لمقاومة هذا التهويد.
واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن مسؤولية القدس تقع على عاتق منظمة المؤتمر الإسلامي والتي وجدت لأجلها قبل أربعين عاما، معيبا عليها عدم أدائها الدور المطلوب منها لدعم المدينة رغم إدراكها لحاجاتها الأساسية لها.
وشدد على ضرورة دعم القدس بتلبية هذه الاحتياجات في قطاعاتها المختلفة، كالصحة والإسكان والتعليم، وقال إن "القدس تحتاج لـ1500 غرفة صف ومع نهاية 2010 ستصل حاجتها إلى 1900 غرفة، وهو ما يعني حرمان كثيرين من الدراسة، أو الدراسة بالواسطة".
من جهته شدد المشرف الإعلامي في الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر توفيق محمد على ضرورة اعتماد العالم الإسلامي والعربي نماذج عملية إسلامية كانت أو غير ذلك لدعم المسجد الأقصى والقدس.
وقال إن لديهم مؤسسات كمؤسسة القدس للتنمية ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث تقدم الكثير من الدعم كتسيير حافلات ضمن مسيرة البيارق بآلاف المواطنين من داخل الخط الأخضر لتثبت المقدسيين للرباط بالقدس ودعمها اقتصاديا ومعنويا، وتقوم بتوفير الدعم القانوني للذين تقوم إسرائيل بهدم منازلهم، وتنظيم محاضرات دينية بالمسجد الأقصى وتقديم وجبات طعام للمصلين".