حيويّة مونبوليي

تتجلّى هذه الحيوية بداية في الأرقام: وقع خلق 35000 موطن شغل منذ 1985. و لهذا النمو الكبير في مواطن الشغل عدّة أسباب. أوّلا، لقد دعم النموّ الديمغرافي الهائل الذي عرفته مونبوليي إنشاء العديد من المؤسسات المختصّة في الخدمات للأشخاص. و السياحة بما فيها سياحة العمل التي ما فتئت تعرف نموّا مستمراّ هي محفّز كبير للشغل. لكن المحرّك الفعلي لاقتصاد مونبوليي هو عقول رجال العلم و الباحثين. هذه ليست مفارقة فمنذ منتصف الثمانينات، للمدينة رؤية إستراتيجية لتطوّرها. يتعلق الأمر بإيجاد تفاعل بين إمكانيات البحث المحلي و المؤسسات.

هذا الرهان الذي ستكسبه مونبوليي عن قريب، كان قد " تخلّى " عن مرحلة التطوّر الكلاسيكي المبني على الصناعات الثقيلة – و غالبا ملوّثة – لصالح اقتصاد جديد ينبني على الإعلامية و التكنولوجيات البيولوجية. بدعم من جماعة الحاضرة، أصبح لمونبوليي سياسة إرادية لتعزيز ظهور مشاريع جديدة و قدوم أو إنشاء شركات في قطاعات لديها قيمة فكرية إضافيّة كبيرة.

و هكذا تكوّنت أقطاب امتياز معروفة: تكنولوجيا المعلومات، الصحّة، التكنولوجيات البيولوجية، البيئة، الزراعة الاستوائية و المتوسطيّة في البداية حول شركات عملاقة أو مؤسسات كبرى ثم حول شركات و مؤسسات مبتكرة صغيرة و متوسّطة الحجم.

اليوم، هناك قرابة 32000 مؤسسة في حاضرة مونبوليي. و سيتواصل هذا النموّ و يتعزّز على الصعيدين الديمغرافي و الاقتصادي في الخمسة عشر سنة المقبلة. في 2015 ستعدّ حاضرة مونبوليي 600000 ساكن. و هذا يعزّز مكانة مونبوليي بين العواصم الاقتصادية في جنوب أوروبا إلى جانب مرسيليا و تولوز و برشلونة