غياب عربي وهيمنة فرنسية بالملتقى الدولي للزراعة بالمغرب
مشاركون أعربوا عن إعجاب بالآلات والمنتجات بداخل الملتقى (الجزيرة نت)
الحسن سرات- مكناس
شهد الملتقى الدولي للزراعة في مدينة مكناس المغربية غيابا شبه تام للدول العربية، في حين هيمنت فرنسا بوفد كبير من الشركات الزراعية.
واعتبر مسؤولون مغاربة أن الملتقى يعد مناسبة لجميع العاملين في القطاع الزراعي بالمغرب لتبادل الخبرات وإبرام الصفقات والاتفاقات مع المشاركين الأجانب، والتفكير في إشكاليات السوق العالمي وانعكاساتها على السوق المغربي.
وشهدت الدورة الثالثة للملتقى، التي بدأت يوم 23 أبريل/ نيسان الحالي وتستمر لستة أيام، توسعا في عدد المشاركين والزوار وفي مساحة المكان المخصص للمعرض.
غياب عربي
وبدا التمثيل العربي بالملتقى هزيلا إذ لم يشارك به سوى فلسطين ومصر، وبشكل ظهر وكأنه لتسجيل الحضور بالنظر إلى حجم المشاركة لكل منهما.
فالوفد الفلسطيني اكتفى بعرض صور عن فلسطين المحتلة وزراعاتها كالزيتون والبرتقال، إلى جانب عرض بعض الكوفيات الفلسطينية الشهيرة.
التمثيل الفلسطيني بدا لتسجيل الحضور بالملتقى (الجزيرة نت)
وأبلغ المسؤول عن الرواق الفلسطيني الجزيرة نت بأن الغرض من المشاركة هو الحضور فقط، مضيفا أنه لم يجد أي عراقيل في المجيء إلى المغرب.
وإذا كان الوفد الفلسطيني ظاهرا للعيان ضمن الرواق الدولي، فإن الرواق المصري لا يكاد يعرف له حضور لمشاركته في ركن آخر من أركان الملتقى هو الركن الصناعي بمشاركة صغيرة.
ولم يقدم جواد الشامي وطارق السجلماسي المسؤولان بجمعية المعرض أي تفسير عن هذا الغياب العربي، لأن شغلهما الشاغل كان هو تهدئة الصحافيين الغاضبين من سوء التنظيم والارتباك الحاصل في افتتاح المعرض أمام العموم في اليوم الثاني.
ولقيت الجزيرة نت أيضا صعوبة في الدخول إلى داخل المعرض للزحام الشديد بالأبواب وعدم اكتمال الاستعدادات كما بررت ذلك إحدى المسؤولات عن مداخل الزوار والمدعوين.
ويعتبر المعرض، الذي ضربت حوله حراسة أمنية غير مسبوقة، قبلة للمزارعين المغاربة من جميع جهات المملكة، وعبر كثير منهم عن استيائهم من سوء التنظيم عند مداخل المعرض، لكن استياءهم سرعان ما تحول إلى إعجاب بالآلات والمنتجات بالداخل.
وقال أحد المزارعين الزائرين للجزيرة نت إنه انتظر كثيرا بالخارج رغم أنه من المدعوين، لكنه نسي كل ذلك وهو يطوف بأركان المعرض الفسيح ويشاهد المنتجات والآلات الزراعية والشركات الأجنبية المشاركة.
ويستقبل المعرض يوميا أكثر من 200 ألف زائر، وهو رقم مرشح للزيادة في الدورات المقبلة، إذ يحلم بأن يزور المعرض العام المقبل أكثر من مليون شخص كل يوم، بحسب المسؤول بجمعية المعرض جواد الشامي.
حضور فرنسي قوي
"
اعتبر الفرنسيون في حديث للجزيرة نت أن المشاركة الكبيرة في الملتقى من براهين الصداقة والعلاقات الخاصة بين الرباط وباريس
"
ويشارك بالمعرض 25 دولة على رأسها فرنسا والولايات المتحدة إلى جانب بريطانيا والهند وإيطاليا وبلجيكا وتركيا والصين وإسبانيا والبرتغال.
ويعتبر الوفد الفرنسي أقوى الوفود بمشاركة 63 شركة زراعية هيمنت على جناح كبير في القطب الدولي للمعرض.
واعتبر الفرنسيون في حديث للجزيرة نت أن هذه المشاركة الكبيرة من براهين الصداقة والعلاقات الخاصة بين الرباط وباريس.
وينافس الفرنسيين كل من الأميركيين والإسبان بشركات جديدة تعتمد على اتفاقية التبادل الحر بالنسبة للأميركيين، وعلى القرب الجغرافي بالنسبة للإسبان.
يشار إلى أن هذا الملتقى يأتي وسط أزمة غذاء عالمية نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع الإنتاج الزراعي بالدول النامية من بينها الدول العربية